أجرى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، كريستوفر روس مباحثات مع وزير الخارجية الاسباني إغناسيو روبيو، بنيويورك على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أفادت تقارير الوكالات أن روس أجرى مباحثات مع الوزير الإسباني تخص الصحراء الغربية. وفي هذا السياق، بحث الجانبان الوضع الحالي في المنطقة، ودور إسبانيا الحالي، وما تقدمه من مساعدات إنسانية إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، وهي القضية التي ألحت عليها الأممالمتحدة في الفترة الأخيرة، خصوصا وأن تجربة الفيضانات التي ضربت المخيمات قبل نحو شهر، كشفت عن ضرورة بعث دعم دولي للشعب الصحراوي لتجاوز الأوضاع الصعبة التي أوجدته فيها ظروف الاستعمار المغربي. وخلال اللقاء الثنائي، تعهدت إسبانيا باستمرارها في تقديم مساعدات غذائية وإنسانية للاجئين بمخيمات تندوف، خاصة وأن الأممالمتحدة طالبت الدول الأعضاء، المساهمة في تمويل المساعدات الانسانية للمخيمات. وبالمناسبة عبرت إسبانيا عن دعمها لإيجاد حل سياسي دائم، طبقا للوائح مجلس الأمن والأممالمتحدة لملف الصحراء الغربية. كما اشارت مصادر إعلامية إلى أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدى للصحراء الغربية أجرى لقاء مع وزير الخارجية الموريتاني. فيما لا يستبعد إجراء لقاء مماثل مع رمطان لعمامرة بنيويورك حول هذا الملف الذي تسعى الأممالمتحدة إلى تحريكه بشكل يؤدي إلى ظهور معالم حلول عملية للقضية الصحراوية. وفي هذه الأثناء أدان الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، الاستفزازات المغربية في منطقة كركرات، وأشار بيان رسمي صادر عن جبهة البوليزاريو إلى أن المغرب واصل منذ يوم الجمعة عملية تهيئة طريق على مسافة 3.8 كلم باستعمال آليات وعتاد وجرافات عسكرية تحت حماية جوية تثير القلق لدى الصحراويين الذين اتهموا المغرب بخرق قرار وقف إطلاق النار في المنطقة. و ناشدت جبهة البوليزاريو، الأممالمتحدة، التدخل من أجل وقف التقدم المغربي العسكري في منطقة الكركرات الحساسة، التي يسعى المغرب إلى تهيئة مسالكها لعتاد عسكري، وأشار بيان صادر عن الجبهة إلى أن المغرب يهدد السلم في المنطقة برمتها، داعيا الهيئات الأممية للتدخل من أجل وقف تلك التهديدات. ومعلوم أن المغرب عمد إلى إثارة بؤرة من التوتر في المنطقة، بعدما قام باستفزاز صريح للصحراويين بتلك الأشغال التي يهدف من ورائها إلى اختراق الجدار العازل تحت غطاء مكافحة التهريب، ومن المفارقات أن المغرب الذي يدعم التهريب الدولي للمخدرات باتجاه الجزائر من حدوده الشرقية يزعم محاربة التهريب في حدوده مع الجمهورية الصحراوية، هذه الحجج الواهية لم تصمد أمام الأطماع الحقيقية للمغرب الذي يسعى منذ مدة إلى كسر الحواجز النفسية والترابية على حد سواء والتأسيس لأمر واقع حاول منذ عقود فرضه دون جدوى.