أعلنت الحكومة السعودية فجر أمس، استضافة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وأسرته في المملكة بعد مغادرته تونس إثر انتفاضة شعبية، وذكر الديوان الملكي في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية ''رحبت حكومة المملكة العربية السعودية بقدوم فخامة الرئيس زين العابدين بن علي وأسرته إلى المملكة''. وأكد مصدر سعودي أن طائرة تقل بن علي حطت ليل الجمعة في مطار جدة (غرب). في حين أشار مصدر ملاحي إلى أن الرئيس التونسي نزل من الطائرة إلى صالون الشرف في المطار. كما أضاف البيان ''تقدير حكومة المملكة العربية السعودية للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي الشقيق وتمنياتها بأن يسود الأمن والاستقرار في هذا الوطن العزيز على الأمتين العربية والإسلامية جمعاء، وتأييدها لكل إجراء يعود بالخير على الشعب التونسي الشقيق''. بمقابل إعلان الحكومة السعودية وقوفها التام إلى جانب الشعب التونسي لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخه. في وقت ذكرت مصادر إعلامية أن وجهة بن على لم تحدد إلا في اللحظات الأخيرة، لم تكشف المملكة العربية السعودية ما إذا تعتبر الرئيس التونسي الفار لاجئا سياسيا لاسيما أنها أشارت في بيانها إلى منصبه الرسمي واحتفظت بلقبه على حين ذكرت ''فخامة رئيس الجمهورية التونسية'' الأمر الذي يطرح العديد من نقاط الاستفهام حول الموقف الرسمي للسعودية في هذا المجال وما يترتب عن ذلك من شروط معينة لابد على طالب اللجوء الالتزام بها على غرار التعهد بعدم الممارسة السياسية والتصريحات. وكانت قد تضاربت أوجه النظر في وجهة الطائرة المقلة لزين العابدين بن علي حيث أشارت مصادر إلى أن الرئيس الليبي معمر القذافي أمد بن علي بطائرة ومعها فرقة حماية خاصة توجهت به إلى مالطا التي رفضت استقباله ثم إلى فرنسا التي رفضت أيضا استقباله، حيث كشفت وسائل إعلامية فرنسية أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رفض استقبال بن علي في الأراضي الفرنسية، وقال مصدر قريب من الحكومة الجمعة إن فرنسا ''لا ترغب'' في مجيء بن علي، وأرجع المتتبعون هذا الموقف إلى عدم رغبة باريس في إثارة استياء الجالية التونسية الكبيرة في فرنسا. ونزلت طائرة الرئيس التونسي الفار مساء الجمعة حسب مصادر إيطالية في كالياري في سردينيا جنوب إيطاليا للتزود بالوقود، وبينما لم تحدد بوضوح هوية ركابها وأوضحت المصادر أن الطائرة هبطت للتزود بالوقود ولم يخرج منها أحد، وأمرت السلطات الإيطالية الطائرة بالمغادرة فور انتهائها من التزود بالوقود، في ظل انتشار وحدات من الشرطة في مدرج المطار كما يجري في كل مرة تهبط فيها طائرة من دون سابق إنذار.