تحدث وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر إلى جيفري غولدبرغ في مجلة أتلانتيك عما بات يسمى عقيدة أوباما وفوز دونالد ترامب والتحديات التي تواجه العهد الجديد وطريقة تجنب حرب مع الصين.وهنا أبرز ما بعض الأسئلة والأجوبة من الحوار. هل تفاجأت (بفوز ترامب)؟ اعتقدت أن كلينتون ستفوز. ماذا يعني فوز ترامب لدور أمريكا في العالم؟ حسناً، قد يمكننا من إقامة تماسك بين سياستنا الخارجية ووضعنا الداخلي. من الواضح أن ثمة فجوة بين التفكير العام لدور السياسة الخارجية لأمريكا وتفكير النخبة. أعتقد أن الرئيس الجديد يتمتع بفرصة للمصالحة بين التفكيرين. أمامه فرصة، ولكن عليه اغتنامها. هل تشعر بارتياح حيال كفاءة ترامب أو جديته؟ علينا أن نتوقف عن طرح هذا السؤال. إنه الرئيس المنتخب. علينا منحه فرصة لتطوير فلسفته. هل ستساعده؟ لن أحاول الاتصال به، ولكن هذه كانت مقاربتي مع كل الرؤساء منذ غادرت منصبي. إذا طلب رؤيتي سأذهب إليه. ما هو هاجسك الأكبر في ما يتعلق بالاستقرار العالمي بعد هذه الانتخابات؟ أن تتفاعل الدول الأجنبية بصدمة. أود أن أترك مفتوحاً احتمال بدء حوارات جديدة. إذا قال ترامب للشعب الأمريكي: "هذه هي فلسفتي"، وبعض سياساته لم تكن شبيهة بسياسات سابقة ولكنها تتشارك الأهداف الرئيسية نفسها، فإن الاستمرار يكون ممكناً. كيف سترد الصين؟ أنا واثق تقريباً من أن رد فعل الصين سيكون دراسة خياراتها. وأعتقد أن هذا سيكون رد روسيا أيضاً. هل تعتقد أن ترامب صاحب قضية؟ لا. أعتقد أنه سقط في نوع من الخطب بسبب قول بوتين بعض الكلمات الجيدة عنه-من الناحية التكتيكية- وشعر بأنه مضطر للتجاوب. هل تعتقد أن علاقتهما معدة سلفاً؟ لا؟ إذا لا يمكن لروسيا استغلال الوضع على المدى القصير؟ من الأرجح أن ينتظر بوتين ليرى تطور الوضع. روسيا والولايات المتحدة تتفاعلان في مناطق حيث لا يسيطر أي منهما على كل العناصر، كما يحصل في أوكرانيا وسوريا. من الممكن أن يشعر بعض المشاركين في تلك النزاعات بحرية أكبر لاتخاذ بعض الخطوات. عندها بوتين سينتظر ويرى أية خيارات ملائمة له. إذا هناك بعض الفرصة لمزيد من الاضطرابات.. سأدلي بموقف عام. أعتقد أن معظم السياسة الخارجية كانت معلقة منذ ستة إلى تسعة أشهر، في انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية. لقد شاهدوا انتفاضة محلية. يريدون درس الوضع لبعض الوقت، ولكن في بعض الأحيان، ستتطلب الأحداث اتخاذ قرار. الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة يمكن أن تكون مجموعات لا تنتمي الى دول. قد يكون لديها حافز لإثارة رد فعل أمريكي يقوض موقعنا العالمي. تهديد داعش صار أكثر خطراً؟ -الجماعات التي لا تنتمي إلى دول تعتبر أن ترامب سيرد على هجوم إرهابي في طريقة تلائم أهدافها. كيف سترد إيران؟ قد تستنتج إيران في شكل صحيح أن الاتفاق النووي أكثر هشاشة من قبل، إلا أنها ستظهر عزماً أكبر حتى بمواجهة الضغط، وهي تقوّم سياسة ترامب. لا أحد يعرف كثيراً عن سياسته الخارجية، لذا سيدخل الجميع في مرحلة في الدرس. لماذا تعتقد أن هذا الأمر (فوز ترامب) حصل؟ -ظاهرة ترامب هي في جزء كبير رد من أمريكا الوسطى على مهاجمة قيمها من المجتمعات الأكاديمية والثقافية. ثمة أسباب أخرى، ولكن هذا سبب بارز. كيف تنصح ترامب بأن يقدم نفسه للعالم؟ أولاً، بإثبات أنه قادر على مواجهة تحديات معروفة. ثانياً، بإظهار أنه يفكر في طبيعة ثورتهم. تقع على عاتق الرئيس مسؤولية التوجيه: ما الذي نحاول تحقيقه؟ ما الذي نحاول تجنبه؟ وللقيام بذلك عليه التحليل والتفكير.