آلاف اللاجئين وقعوا ضحية تجنيد شبكات دعارة نيجرية ردت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس على اتهامات مزعومة لأبواق مغربية بتقصير جزائري مع اللاجئين بالتأكيد على أن ما تقوم به الجزائر من سياسات تضامنية إنسانية ليست ظرفية ولا تخضع لأي إملاءات اليوم وإنما هي ممارسات متجذرة من تاريخ ومبدأ الجزائر. وكشفت عن أن ترحيلهم جاء بناء على طلب حكوماتهم لاسيما أن 9000 لاجئ تم استغلالهم من قبل شبكات الدعارة. وجاءت تصريحات رئيسة الهلال الأحمر الجزائري خلال فوروم الإذاعة في معرض ردها على الاتهامات الموجهة ضد الجزائر في تعاطيها مع مسألة الرعايا الأفارقة، حيث لفتت بن حبيلس إلى أن هذه الدعاية المغرضة التي رفعتها أبواق معروفة لدى الجميع لم تمس الدولة الجزائرية، بل شكلت في المقام الأول قذفا في حق الشعب الجزائري ومساسا بقيم تشبع بها. وأوضحت أن عمليات الترحيل اللاجئين التي بلغت إلى غاية الآن 18.466 شخصا جاءت بطلب من حكوماتهم، أكدت بن حبيلس أنهم "أبدوا ارتياحهم للعودة إلى الديار لعدة أسباب أهمها وقوعهم في أيادي شبكات إجرامية نيجيرية مختصة في التسول والدعارة". وأفادت في هذا الصدد بأن 9000 منهم، أغلبهم من النساء والقصر، قد تم استغلالهم من طرف هذه الشبكات. كما أكدت بن حبيلس أن عمليات الترحيل "تمت في ظروف سليمة حفظت لهم كرامتهم الإنسانية من خلال توفير حافلات مكيفة وأطباء ومختصين نفسانيين بالإضافة إلى المتطوعين، بل تمت أيضا الاستعانة بطلبة نيجيريين للتواصل مع النازحين بلهجاتهم المحلية". وأكد حرص الجزائر على التكفل بعلاج كل المرضى وتلقيح الأطفال، مع منع الحوامل من السفر إلى غاية الوضع، حرصا منها على عدم تعريض حياتهن للخطر". وفي سياق ذي صلة، ذكرت المتحدثة أن السلطات الجزائرية "لم تكتف بإنزال النازحين عند الحدود بل تقرر إيصالهم إلى غاية مدينة أغاداس بالنيجر حرصا منها على سلامتهم". وأشارت إلى تسجيل حالات عنف متبادلة بين الجزائريين والأفارقة لكنها منعزلة وتم استغلالها لتلفيق الأكاذيب وتشويه صورة الجزائر. ولم تكشف المتحدثة عن إمكانية مراجعة الجزائر لاستراتيجيتها في تسيير ملف المهاجرين الأفارقة بعد الاتهامات الجائرة التي طالتها، لكنها شددت على ضرورة تحديد المسؤوليات وإغلاق الباب أمام الاستغلال السياسي لهذا الملف، فضلا عن تجسيد القرارات التي تمخضت عنها الاجتماعات الدولية التي انعقدت في هذا المجال كقمتي لافاليت وإسطنبول للاجئين".