دعا نائب وزير الدفاع الوطني, رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, الفريق أحمد قايد صالح, يوم الخميس في ثالث يوم من زيارته الى الناحية العسكرية الثانية, الى توخي "اليقظة الشديدة" من أجل إفشال "غدر الغادرين وإجهاض نهجهم" في المساس بسلامة الوطن. وقال الفريق قايد صالح في كلمة توجيهية تابعها مستخدمو جميع وحدات الناحية, أنه "لا ينبغي إطلاقا أن يغيب عن الأذهان, لاسيما فئة الشباب, بأن للجزائر أعداء أضمروا ولازالوا يضمرون لها حقدا دفينا يستوجب منا جميعا يقظة شديدة وإدراكا أشد لهذه التحديات من أجل إفشال غدر الغادرين وإجهاض نهجهم الذي يريدون من خلاله تحقيق مآربهم التي باتت معروفة ومكشوفة بل ويائسة ما دامت أجيال الجزائر تعي جيدا وتدرك بعمق بأن هذا الوطن الذي نستظل بظله ونعيش فوق أديمه, لم يأت من فراغ ولم يوهب للجزائريين, بل تم استرجاعه بالدم والدموع التي سالت كالأنهار". وأضاف قايد صالح --حسب بيان لوزارة الدفاع الوطني-- أن "عالم اليوم, كما يعلم الجميع, لا مكان فيه إلا للأقوياء", مبرزا أن الجزائر "لا يمكن لها بأي حال من الأحوال إلا أن تكون, رغم أنف أعدائها, قوية بجيشها وقدراتها الذاتية". كما نوه مجددا بما جاء في رسالة رئيس الجمهورية, القائد الأعلى للقوات المسلحة, وزير الدفاع الوطني, الموجهة الى الشعب الجزائري بمناسبة إحياء الذكرى ال62 لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954, مؤكدا على أن الجيش الوطني الشعبي, سليل جيش التحرير الوطني, "سيظل يسلك دوما هذا الدرب وسيكون دوما في مستوى تطلعات شعبه". وذكر الفريق قايد صالح بما تضمنته رسالة رئيس الجمهورية التي أشار من خلالها الى أن الجزائر "مؤمنة بأن لها أن تعول على قدرات الجيش الوطني الشعبي وعلى احترافيته ووطنيته وكذا على طاقات الأسلاك الأمنية وخبرتها في صون حرمة التراب الوطني واستئصال شأفة بقايا الإرهاب وقطع دابره في أرضها, موجها بذات المناسبة تحية إكبار لضباط الجيش الوطني الشعبي ولضباط صفه وجنوده على ما هم عليه من تعبئة واستعداد وما يبذلونه من تضحيات في سبيل الوطن". وتابع الفريق قايد صالح قائلا: "ذلكم هو سبيلنا المتبع, الذي نؤكد من خلاله بأن الجهد الحثيث الذي يبذله الجيش الوطني الشعبي في سبيل وطنه وشعبه, هو جهد صادق يجد دوما لدى فخامة رئيس الجمهورية, القائد الأعلى للقوات المسلحة, وزير الدفاع الوطني, كل الدعم والمباركة والتنويه, لأنه تشريف لهذا الجيش الوطني والمبدئي أمام شعبه وأمام التاريخ الذي لن ترحم صفحاته كل من تقاعس وتهاون في هذا الشأن". كما اغتنم الفريق قايد صالح هذه المناسبة للتأكيد على أن الجيش الوطني الشعبي "سيبقى دوما متمسكا بقوة ومتعلقا بشدة بمقومات شعبه وقيمه الروحية والوطنية, ويعتبرها طريقه المسلكي السديد الذي يستقي منه عماد قوته ويهتدي به إلى ما يحقق له موجبات نجاحه وأسباب تطوره المطرد, وهو أيضا ودون شك, المصدر الذي منه يستمد صلابة العزيمة وثبات الإرادة على حماية الجزائر". وقال في هذا الشأن: "فلن تخبو, إن شاء الله تعالى, جذوة هذه الروح المهنية الصائبة والمثمرة النابعة من مرجعيتنا التاريخية والوطنية, طالما كان تاريخ الجزائر هو قدوة أبنائها وكان تأمين حاضرها هو هاجس الجميع وكان ضمان المستقبل الآمن والمزدهر والمستقر هو رجاء الجميع ومبلغ أملهم". بعدها استمع السيد الفريق إلى تدخلات الأفراد وانشغالاتهم والتي انصبت جميعها حول "الوفاء الكامل واللامحدود للجيش الوطني الشعبي وللجزائر والاستعداد التام للتضحية في سبيل أمنها واستقرارها". وخلال زيارته الى الناحية العسكرية الثانية, تفقد الفريق قايد صالح وحدات عملياتية ودشن العديد من المرافق, من بينها وحدة عملياتية بمنطقة مرحوم (سيدي بلعباس) تتوفر على كافة المستلزمات الضرورية للأداء الأمثل للمهام المنوطة. وقد ترك إنجاز هذه الوحدة -- يضيف البيان-- "انطباعا إيجابيا لدى سكان هذه المنطقة السهبية, والذين استبشروا بمساهمته في تعزيز الحركة التنموية بها". وقصد الإطلاع على الجاهزية العملياتية للوحدات, زار الفريق قايد صالح الفوج الرابع المدرع التابع للفرقة الثامنة المدرعة, حيث وقف بعين المكان على "التحسن الملحوظ في ظروف العمل والمعيشة للأفراد وأسدى توجيهات وتعليمات ذكر من خلالها بوجوب الاستمرار على هذا النهج القويم في سبيل الحفاظ على الجاهزية الدائمة للأطقم والأفراد من خلال التطبيق الصارم لبرنامج التحضير القتالي والصيانة الدورية للأجهزة والمعدات". وبمقر الناحية, ترأس الفريق قايد صالح إجتماعا ضم قيادة وأركان وإطارات الناحية إلى جانب قاد ة الوحدات الكبرى ومسؤولي مختلف المصالح الأمنية بإقليم الاختصاص.