القادة الأفارقة يزكون بوتفليقة نائبا لرئيس الاتحاد الإفريقي انطلقت الاثنين، أشغال القمة الإفريقية ال 28، وسط أجواء من الحذر الذي طبعه الانضمام المغربي للاتحاد الإفريقي، وما شابه من شكوك بشأن الدور المغربي القادم في الاتحاد الذي يلتزم بمواثيق ولوائح وسياسة تشجب الاستعمار وديمومته في القارة السمراء، وهذا ما حذا بمراقبين إلى التأكيد أن فلسفة الاتحاد الإفريقي المبنية على ما سبق ذكره من شأنها إيقاف المزاعم والطموحات الاستعمارية للمغرب، الذي يحاول استمالة إفريقيا لأطروحات تتعارض والمبادئ العامة لسياسة الاتحاد. وإلى ذلك، أعلن أمس عن انتخاب وزير الخارجية التشادي موسى فكي محمد لرئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي خلفا للجنوب إفريقية نكوسازانا دلاميني زوما. وأكد مسؤول تشادي لوكالة الأنباء "رويترز"، أمس الاثنين في قمة الاتحاد الإفريقي أن وزير الخارجية التشادي موسى فكي انتُخب رئيسا لمفوضية الاتحاد. وكان المنافس الرئيسي لموسى فكي في الجولة الأخيرة من التصويت في الاتحاد الإفريقي الذي يتخذ من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مقرا له ويضم 54 دولة وزيرة خارجية كينيا أمينة محمد. فيما كانت السنغال قد دفعت أيضا بمرشح خرج في جولة من التصويت أجريت في وقت سابق. حسبما أوردته وكالة رويترز يوم أمس من العاصمة الأثيوبية أديسا بابا، فيما انتخب رئيس غينيا ألفا كوندي رئيسا جديدا للاتحاد الإفريقي ضمن الرئاسة الدورية للاتحاد. وفي الوقت الذي يقول المغرب أن انضمامه لاتحاد الإفريقي يشكل إضافة داعمة للتنمية والثقافة فإنه يحاول وضع الجانب السياسي جانبا بغرض تفادي إثارة حفيظة الأفارقة، لكن في الجانب الآخر فإن انضمام المغرب للاتحاد الإفريقي سيحيل الاتحاد على حزمة من التحديات السياسية في المنطقة نظرا إلى الاختلاف الجوهري في الطموحات بين غالبية دول الاتحاد والمملكة المغربية التي تشكل الاستثناء الإيديولجي في القارة السمراء ذات البعد النضالي المتأثر بأنظمة الحكم الثورية الداعية إلى التحرر، وهي الصفة التي يفتقدها المغرب الذي يعتبر النقطة السوداء في تاريخ مكافحة الاستعمار في القارة السمراء. وتشير تقارير إعلامية إلى أن المغرب يراهن على دخول الاتحاد الإفريقي لتسجيل حضوره بصرف النظر عما يريد تحديده أولا في مفاوضاته مع الاتحاد الأروبي والشق الاقتصادي من تلك المفاوضات التي غالبا ما يخوضها وحيدا بعيدا عن المجموعة الإفريقية، ويراهن المغرب على أن يجد في هياكل الاتحاد السند الداعم لمفاوضاته مع دول الاتحاد الأروبي، لكن ذلك بالتأكيد لن يكون أو لن يتعارض مع سياسة الاتحاد الإفريقي خصوصا ما تعلق باستغلال الثروات الخاصة بالأراضي الصحراوية المحتلة، أما بالنسبة لوضع الصحراء الغربية فإنه من الواضح جدا أن المسألة محسوم فيها على مستوى الاتحاد الإفريقي إذ أن عضوية الصحراء الغربية لا غبار عليها وأن مجرد المس بها يعتبر خرقا لكافة الاتفاقيات ولنصوص ميثاق الاتحاد وقوانينه وفلسفة وجوده. من جهة أخرى زكى قادة الاتحاد الإفريقي، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة نائبا للرئيس الجديد للاتحاد الذي انتخب الرئيس الغيني ألفا كوندي، أمس الاثنين بأديس أبابا، رئيسا جديدا للاتحاد الإفريقي برسم سنة 2017 خلفا للرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو. وتضمن منطقة غرب إفريقيا رئاسة الاتحاد الإفريقي إلى غاية القمة المقبلة طبقا لنظام التناوب حيث اتفقت دول المنطقة على ترشيح الغيني ألفا كوندي.