يقوم وزيرا النفط والخارجية الفنزويليان بزيارة عمل إلى الجزائر هذا الأسبوع لإجراء مشاورات بشأن التعامل مع عدم استقرار أسعار النفط. وبالموازاة صعدت أسعار النفط بأكثر من 1 بالمائة هذا الجمعة بعدما أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى مستوى قياسي للالتزام المبدئي من أعضاء أوبك بتنفيذ الاتفاق التاريخي الذي تم التوصل إليه العام الماضي لكبح الإنتاج بهدف دفع أسعار النفط العالمية. وذكر بيان لوزارة الطاقة أن الطرفين الجزائري والفنزويلي سيناقشان التنسيق بشأن اتفاق أوبك الذي جرى التوصل إليه في سبتمبر لتقليص إنتاج النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا لدعم أسعار النفط العالمية. ويزور الوفد الفنزويلي عددا من الدول الأعضاء بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين المستقلين لمناقشة أوضاع سوق النفط والتنسيق بشأنها. والتقت وزيرة الخارجية الفنزويلية ديلسي رودريجيز ووزير النفط نيلسون مارتينيز بوزير الطاقة السعودي خالد الفالح في الرياض يوم الخميس لاستعراض أوضاع سوق النفط وأهمية الحفاظ على استقرارها حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية. كما زار رودريجيز ومارتينيز موسكو يوم الاثنين الماضي لإجراء مباحثات بشأن اتفاق النفط مع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك. وقال نوفاك الشهر الماضي إنه من المبكر الحديث عن تمديد الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين أوبك والمنتجين المستقلين بعد الفترة المقررة والبالغة ستة أشهر لكنه أشار إلى أن ذلك الخيار يبقى مطروحا. من جهتها ذكرت وكالة الطاقة الدولية أمس أن إنتاج النفط العالمي هبط في شهر جانفي الفارط مع قيام منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين المستقلين بخفض الإمدادات لتسريع عودة التوازن إلى السوق بعدما شهدت واحدا من أكبر فوائض المعروض خلال جيل. ونزلت إمدادات النفط نحو 1.5 مليون برميل يوميا في الشهر الماضي بما في ذلك مليون برميل يوميا في إنتاج أوبك ليصل الالتزام المبدئي باتفاق خفض الإنتاج إلى مستوى قياسي يبلغ 90 بالمئة. وكان منتجو النفط توصلوا إلى اتفاق في ديسمبر على خفض الإنتاج لمدة ستة أشهر بهدف تعزيز الأسعار. وقالت وكالة الطاقة التي تقدم المشورة للدول الصناعية بخصوص سياسة الطاقة "بعض المنتجين لاسيما السعودية يخفضون بقدر أكبر من المطلوب. وهذا الخفض الأولي بالتأكيد واحد من أكبر التخفيضات في تاريخ مبادرات أوبك لتقليص الإنتاج." وذكرت الوكالة التي تتخذ باريس مقرا لها أنها رفعت تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2017 بمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى 1.4 مليون برميل يوميا، وعزت ذلك إلى التحسينات التي شهدها النشاط الصناعي في الآونة الأخيرة. ومما يؤدي إلى تعقيد الصورة وإبطاء وتيرة استعادة التوازن في السوق ارتفاع الإنتاج من خارج أوبك. فبعد انخفاض الإنتاج من خارج المنظمة بمقدار 0.8 مليون برميل يوميا العام الماضي من المتوقع أن ينمو 0.4 مليون برميل يوميا في 2017 مع وصول إجمالي نمو الإنتاج في البرازيل وكندا والولايات المتحدة إلى 750 ألف برميل يوميا.