لا يمر يوم على المستديرة الجزائرية في عهد الاحتراف أو عفوا في عهد " الانحراف" لا يتفاجأ فيه الشارع الرياضي بخيبات، مهازل أو فضائح علنية تدوي سماء الرياضة الجزائرية عامة، ولو كانت في بلدان تحترم نفسها لقامت الدنيا لمعرفة الحقيقة ومحاسبة المتورطين حتى لا يتكرر الأمر. وفي آخر فصول "مسرحية" الكرة الجزائرية الحرب الكلامية بين حناشي رئيس شبيبة القبائل وحسان حمار رئيس وفاق سطيف حيث تبادل الرجلان التهم فيما يخص فوز كل واحد منهما بالكأس القارية، بل وصلت الأمور لأبعد من ذلك من خلال تأكيد الأخير أن حناشي طلب منه تسهيل مهمته ليفوز عليه وينقذ النادي من السقوط الموسم الماضي، قبل أن تتطور الأمور فيما بعد ليصف حمار عميد رؤساء الرابطة المحترفة الأولى ب "المريض النفسي" وهي أمور تؤكد للمرة الألف حالة الفوضى المتواجدة في الكرة الجزائرية والتي أثرت بشكل سلبي على المشهد العام لهذه الرياضة التي ابتعدت عن الأخلاق. والغريب في الأمر السكوت الغريب والرهيب من قبل الهيئات الرياضية والكروية التي لا تتحرك في أبسط الأمور لوضع أخلاقيات لهذه الرياضة، ووضع معايير حتى يكون الفاعلون في الكرة مثالا يقتدى به وليس العكس كما يحصل حاليا. وتأتي " المشادة الكلامية" بين الثنائي لتطلق رصاصة الرحمة على الكرة الجزائرية التي تعيش أحلك أوقاتها بسبب خيبات "الكان"، والفضائح الحاصلة بسبب الجمعية العامة القادمة للاتحادية والشكوك التي تحوم حول مصير الرئيس دون تناسي التحركات الكبيرة في الكواليس سواء بالإبقاء على الرئيس الحالي أو رحيله. سيناريوهات الحرب الكلامية والفضائح تتكرر دون تحرك الوصاية أو الفاف لتشكيل لجنة تحقيق من جهة ثانية يجمع الشارع الرياضي على أن سيناريو المشادات الكلامية وتبادل التهم في الكرة الجزائرية يبقى سمة لها في السنوات القليلة الماضية رفقة بعض الشوائب الأخرى التي تنخر صورة " المستديرة" على غرار الرشوة التي باتت تحدث جهارا أمام مرأى الجميع وبتصريحات للمسيرين، لكن دون أن تحرك هذه التصريحات الجهات المعنية سواء الاتحادية أو حتى وزارة الشبيبة والرياضة التي تبقى المظلة التي تتواجد تحت ظلها الرياضة المحلية بشكل عام غير أن الأخيرة تبقى صامتة تجاه مثل هذه الخرجات وحتى العدالة لا تتحرك أيضا رغم أن الاتهامات تبقى خطيرة وعلى الأقل كان على الاتحادية أو الوصاية تحريك لجنة تحقيق لتمكين الرأي العام من وضع الثقة في هيئات الرياضة الجزائرية وليس العكس.
التصريحات تؤكد لعبة الكواليس الخفية بين الفريقين في بيت حموم!
ويطرح الكثيرون أسئلة حول توقيت هذه التصريحات بالتحديد والتي تأتي أياما فقط قبل انعقاد الجمعية العامة العادية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، حيث يرى الكثيرون أن هذه التصريحات تأتي في خضم التغطية على أمور أخرى يتم التحضير لها خلال الأشغال نفسها والتي ينتظر أن تكون مشحونة بكل المقاييس، بالنظر للملفات الثقيلة التي ستوضع على الطاولة رغم أن الكثيرين يرون أن رئيس الاتحادية سيمرر تقريره المالي والأدبي دون أية مشاكل تطرح رغم الانتقادات. غير أن الكثيرين يرون أن الاتهامات المتبادلة تؤكد الحرب الضروس بين الرجلين في الكواليس، خاصة ما تعلق بالتحكيم، حيث يرى الكثيرون أن بعض الحكام يخدمون مصالح طرف على حساب الطرف الثاني، بدليل ما وقع من أخطاء في المباريات الأخيرة، في حق الوفاق مثلا.
حناشي يُقرر مقاضاة حمّار بسبب جملة "مريض نفسيا"
قرّر محند شريف حناشي، رئيس شبيبة القبائل، اللجوء إلى العدالة لمتابعة رئيس وفاق سطيف، حسان حمّار، قضائيا على خلفية التصريحات الإعلامية التي أطلقها هذا الأخير مؤخرا والتي اتهم فيها الأول بالمريض نفسيا والتلاعب بالنتائج، وهو الأمر الذي لم يستسغه حنّاشي الذي صرح في حديثه للإذاعة الوطنية، أول أمس: "كيف يُعقل لشخص مثل حمّار أن يتهمنا بشراء الحكام؟، والجميع يدرك بأننا ضيعنا 12 نقطة في بداية الموسم بسبب الأخطاء التحكيمية الكثيرة التي ارتكبت في حق فريقنا"، مضيفا: "لو كان فريقنا يستفيد حقا من مزايا الحكام لكنا الآن ضمن المتنافسين على التتويج باللقب وليس اللعب على تفادي السقوط".