تغيب المخرجة التلفزيونية باية الهاشمي لعدة مواسم عن الشبكة البرامجية لشهر رمضان الكريم، وهي التي تعودت أن تقدم مسلسلات درامية يبثها التلفزيون العمومي، تقول باية الهاشمي ل"البلاد" إنها تجهل لماذا توترت العلاقات بينها وبين القائمين على مؤسسة التلفزيون الجزائري إلى درجة غلق الأبواب في وجهها حسب تعبيرها توضح في هذا الحوار ل"البلاد" أسباب غيابها. - تغيبين لعدة مواسم عن الشبكة البرامجية لشهر رمضان، فهل من الممكن أن تعودي بعمل جديد هذا الموسم؟ للأسف.. لن يكون هذا أمرا سهلا، خاصة بعد تدهور علاقتي بالتلفزيون الجزائري لأسباب أجهلها تماما، وذلك منذ مسلسل "القلادة" آخر تعامل لي مع التلفزيون العمومي، هذه القطيعة لا أفهم لها مبررا، وجدت نفسي مجبرة على الغياب فأنا لم أقرر يوما الانسحاب من هذا المجال الذي أحبه، لما أخرجت مسلسل "القلادة" دفعت من جيبي الخاص 2 مليار سنتيم، كانت كل ما أملك وضعتها في هذا المسلسل حرصا مني على ذوق المشاهد الجزائري حتى يكون العمل في المستوى لأني لا أقبل أن أكرس الرداءة حتى لو بقيت بلا عمل. أعرف مخرجين يكتفون بميزانية قليلة ولا يفكرون في المستوى الذي سيظهر عليه المسلسل هدفهم الربح وفقط. وهم نفس الأشخاص الذين تفتح أبواب التلفزيون في وجوههم كل عام وكأنه لا يوجد غيرهم.
- وهل الميزانية هي التي تتحكم في جودة العمل أو ضعف مستواه؟ إلى حد كبير.. نعم، لكن هذا لا يمنع من أهمية النص وحبكة السيناريو وقوة الممثلين وبراعة المخرج.. هي مجموعة من العناصر إن توفرت يكتب للعمل النجاح، مسألة الميزانية ترتبط أيضا بالممثلين، حيث لا يمكن التحكم في الممثل وإجباره على أداء المشهد وتكراره إذا لم تكن الميزانية معتبرة.
- ولماذا لا تفكرين في القنوات التلفزيونية الخاصة بما أن التلفزيون العمومي يوصد أبوابه في وجهك؟ ومن قال إنني لم أفعل أو لم أجرب؟ ولكني أعتقد أنه لكل قناة سياستها لن يقبلوا بشراء مسلسلاتي، أعتقد أنه لا بد من ضبط قانون صريح في هذا الإطار.
قلتِ إنك دفعتِ 2 مليار سنتيم من جيبك الخاص لإنتاج مسلسل "القلادة" ما الذي دفعك لذلك؟ لأنني حريصة على جودة أعمالي.. لكنها كانت المرة الأولى والأخيرة التي أقدم فيها على هذا الأمر، لن أكرر التجربة ولن أغامر مجددا، وبما أن البنوك لا تمدنا بالقروض والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة يرفض مساعدتي والتلفزيون يغلق أبوابه، فالحال يبقى على ما هو عليه، في أوروبا مثلا مسألة القروض متاحة بالنسبة للمخرجين، لكن هنا أمر صعب... للأسف الشديد وصلت إلى مرحلة من اليأس أمام هذا الوضع وهذه السياسة الثقافية.