بمجرد الشروع في عرضه بقاعات السينما التركية، أثار فيلم "الرئيس" الكثير من التساؤلات من حوله.. مضمونه، وطريقة معالجته للأحداث وتقديمها للمشاهد.. كلها وضعت الفيلم في دائرة الاتهام والعمل على تلميع صورة رجب طيب أردوغان والبلاد تستعد لتنظيم استفتاء دستوري يهدف إلى توسيع صلاحيات رئيس البلاد من خلال إضفاء الطابع الرئاسي على النظام. فيلم "الرئيس" عمل سينمائي يؤرخ لسيرة وحياة أردوغان.. رجل تركيا القوي الذي لم تزحه محاولة انقلاب فاشلة قيل عنها الكثير ولا تزال تداعياتها متواصلة.. صبي يشب في شوارع إسطنبول القاسية، يبدو جادا ومهذبا ويبيع بذور عباد الشمس ويساعد الفقراء، ويطلق عليه أصدقاؤه "الرئيس" ليصبح فيما بعد رجلا يحارب قوى الظلام في سبيل بناء تركيا قوية وعادلة.. هكذا كانت الصورة في الفيلم الجديد.. وهو أول عمل روائي يتناول حياة أردوغان ويستعيد مساره من طفولته بحي "قاسم باشا" الشعبي في إسطنبول الى انتخابه رئيسا لبلدية المدينة وهو منصب تولاه من 1994 إلى 1998. يؤدي دور أردوغان وزوجته أمينة، كل من ريها بيولو وأوزليم بالجه فيما يتولى دور أردوغان عندما كان طفلا باتوان غوريل. وحاول واضعو سيناريو الفيلم أن يعكسوا على الشاشة اللهجة الحماسية التي يتميز بها أردوغان الخطيب.. فيما يقول بطل الفيلم في شريط ترويجي إن الشخص يموت مرة واحدة فإن كان لا بد من الموت فلنمت رجالا أشداء.. وأمام سيل الاتهامات لطاقم "الرئيس" يرد مخرج الفيلم بأن العمل ليس دعاية سياسية لأردوغان قبيل الاستفتاء.. كما لم يتلقى طاقم الفيلم أي دعم سواء داخلي أو من جهات خارجية.. تأكيدات لا تجدُ من يصدقها في الواقع.. فحتى توقيت أول عرض للفيلم كان يوم عيد ميلاد أردوغان..