حذرت لجنة تفكير فرنسية كلفت بالبحث في ملف تعليم وتدريس الإسلام وتكوين الأئمة في فرنسا عقب هجمات 2015، من تبعات إهمال جانب تعليم الإسلام وابقاء تكوين الائمة على ما هوعليه من ضعف وتراجع وما قد ينجر عنه من توجه الشباب الفرنسي الى البحث عن الإسلام من مصادر أخرى. لجنة التفكير المتكونة من مختصين في تاريخ الإسلام والعلمانية والإسلام والتي تم تشكليها لبحث واقع تدريس وتعليم الإسلام في فرنسا عقب الهجمات الإرهابية التي ضربت فرنسا في 2015، كشفت عن إهمال كبير لتعليم الإسلام في فرنسا في الجامعات وضعفه وقلته في المساجد والجمعيات، وهو ما يدفع ببعض الفرنسيين الشباب الذين اعتنقوا الإسلام الى البحث عنه من مصادر أخرى قد تكون فيها خطورة على المتلقي ومحيطه. وفي هذا السياق أشار التقرير الذي رفع اول امس الى وزارة التربية ووزارة الداخلية إلى ضعف فرنسا في مجال تكوين الأئمة وتدريس الإسلام مقارنة بما هو عليه الأمر في الدول المجاورة منها ألمانيا. واعتبر معدو التقرير أن ربط جسور بين الأساتذة المتدينين وغير المتدينين ضروري، اضافة الى أن حصر تكوين الأئمة على مسجد باريس والمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية وكون الأساتذة أو المكونين أنفسهم تلاميذ قدامى من شأنه أن يقود الى "إسلام فرنسي أو مفرنس" وهذا ما يحول دن الثراء البيداغوجي وقد يقود ايضا الى الانغلاق. فيما يلجأ شباب آخرون الى البحث عن الإسلام لدى دول تعلم السلفية او التشدد. كما انتقد التقرير تمسك فرنسا بجلب أئمة من الجزائر والمغرب وتركيا قد يلقون القبول من الجمهور الفرنسي رغم النقص المسجل دائما في عجزهم عن إلقاء خطب باللغتين العربية والفرنسية أو جهلهم المجتمع الفرنسي ومؤسساته، فيما لا يتعدى تعليم الإسلام بعض الدروس المسائية او المقدمة في العطل الأسبوعية وهو نقص كبير في ظل تزايد متطلبات المسلمين في فرنسا خاصة الفرنسيين وعدم وجود تنوع وتنظيم وتكوين معمق للأئمة. وبالمقابل لفت التقرير الى شغور مناصب أساتذة الدراسات الإسلامية في فرنسا منذ السنة الماضية وانعدام تدريس القرآن والأحاديث النبوية بالشكل الكافي في إطار جامعي ومقاربة نقدية وعلمية. وختم التقرير بمقترحات الى السلطات الفرنسية تتعلق بإعادة النظر في منظومة التكوين ودور الأئمة والمرشدات وإقحام أساتذة جامعيين في المساجد والمعاهد لإعطاء توضيحات حول بعض المسائل العلمية.