شرعت مصالح وزارة الداخلية الفرنسية في تلقين دروس مسائية لبعض الأئمة والمرشدين المسلمين العاملين بفرنسا، بالمعهد الكاثوليكي الفرنسي، يتحصل من خلالها المتخرجون بعد ستة أشهر من الدراسة، على شهادة جامعية تؤهلهم للعمل كمرشدين وأئمة في الأوساط الإسلامية، في الجوامع ومراكز العبادة والسجون في فرنسا، في خطوة لقيت استغرابا من قبل الفعاليات الإسلامية وحتى العلمانية بفرنسا. وردا على هذه الانتقادات، قال برنار غودار المكلف بمهمة العلاقة مع الإسلام في دائرة شؤون العبادة في وزارة الداخلية الفرنسية، إن هذه الدروس لا تتضمن "طابعا دينيا"، مشيرا إلى أن المعهد الكاثوليكي هو اقرب ما يكون إلى الجامعة، منه إلى أية مؤسسة دينية. وأوضح غودار في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيطالية أن وزارة الداخلية الفرنسية، اتخذت المبادرة باقتراح فكرة الدروس المسائية في المعهد الكاثوليكي في باريس، عبر فرع مستحدث بعنوان "الأديان والعلمانية والتبادلية الثقافية"، يتبع كلية الاقتصاد والاجتماع في المعهد. وذكر المسؤول الفرنسي أن مسجد باريس رحب بالفكرة واختار نحو ثلاثة وعشرين طالبا للسنة الأولى التي بدأت أول أمس، وقال "الفكرة هي توفير إضاءة إضافية للأشخاص الذين يتابعون تعليمهم في المجال الديني"، إضافة إلى "إضاءة حول المجتمع الفرنسي وحياته السياسية والمسائل المتعلقة بالتبادل الثقافي والإطار الإداري وحقوق الدين وعلم الاجتماع، وغير ذلك بحيث يكون الإمام أو الناشط في الحقل الاجتماعي مسلحا بأدوات تناسب المجتمع الذي يعيش ويعمل ضمنه"، على حد تعبيره. وفي محاولة لتفادي المزيد من الاستهجان، شدد المسؤول الفرنسي على أن الدروس في المعهد الكاثوليكي لا تتضمن "بعدا دينيا"، واعتبرها "تكميلية للتعليم الديني الذي يتلقونه في الجامع أو في معهد تأهيل الأئمة"، الذي يقيمه المسلمون أنفسهم. وعلق على التحفظات التي أبداها "اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا" على الدروس باعتبارها تجري في المعهد الكاثوليكي، بالقول "المعهد الكاثوليكي هو جامعة كغيرها، ولا تعلم أساقفة أو مختصين بالدين، بل فيها فروع اقتصاد وعلم اجتماع". مضيفا "الأساتذة المكلفون بتدريس الطلاب المسلمين متنوعو الاختصاصات وحتى الأصول، وليس جميعهم من أصول كاثوليكية، وبعضهم لا يتبع مباشرة إلى المعهد الكاثوليكي بل قدم من جامعات أخرى"، ونوه غودار بأنه هو نفسه سيقوم بإعطاء درس عن الإسلام في فرنسا ضمن إطار الدروس المسائية الموجهة للكوادر الإسلامية. ويذكر ان عددا كبيرا من الائمة الجزائريين يعملون في مساجد فرنسا بناء على اتفاقية ثنائية تخول لمسجد باريس انتداب أعداد كبيرة من أئمة الجزائر لتأطير المساجد الفرنسية. محمد مسلم