نشرت صحيفة بريطانية تقريرا يحذر فيه علماء من أسوأ انقراض جماعي في التاريخ، إذ أن النتائج التي توصلوا إليها تعتبر بمثابة "درس مهم للبشرية". ونبه العلماء حسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، من إعادة أسوأ انقراض قضى على أكثر من 90 بالمئة من الحياة على الأرض، قد يحدث يوما ما مجددا. ووقعت كارثة انقراض العصر البرمي الترياسي المعروف باسم الموت العظيم "Permian-Triassic"، قبل 250 مليون سنة، عندما تسبب بها ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان وبعض الغازات الأخرى بسرعة في الجو بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، وفقا للأبحاث الجديدة. وأكد العلماء أن "النتائج التي توصلوا إليها ينبغي أن تكون بمثابة درس مهم للبشرية في كيفية التصدي للتغيرات المناخية الحالية". وشهدت الأرض 5 أحداث من الانقراض الجماعي التي يموت فيها عدد كبير من الأنواع الحية في فترة قصيرة من الزمن، إلا أن انقراض العصر البرمي الترياسي كان الأكثر فتكا على الإطلاق حيث قضى على 96 بالمئة من الحياة البرية و70 بالمئة من الحياة على اليابسة. وأشار باحثون من جامعة بروك في أونتاريو، إلى أنه "بعد إعادة النظر في الغازات المنحصرة في الصخور القديمة، وجدوا أن الانقراض كان ناتجا إلى حد كبير عن تغير المناخ". وأدت الانفجارات البركانية المتكررة إلى نفث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في الهواء، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية 11 درجة مئوية، الأمر الذي أدى إلى ذوبان الجليد الأزلي، وهو ما نتج عنه إطلاق غاز الميثان في الجو مما سبب احترارا عالميا سريعا. ونبه الباحثون إلى أن "الاحتباس الحراري الناجم عن الكميات الهائلة من ثاني أكسيد الكربون قد يكون كارثيا، ولكن الكميات الكبيرة من غاز الميثان المنبعثة من الهيدرات المجمدة الموجودة في المناطق دائمة التجمد، قد تكون مروعة". بالإضافة إلى ذلك شددوا على أن "انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الرواسب البركانية قد ينبئ بأن العالم يسير على طريق الانقراض الجماعي، ولكن إطلاق غاز الميثان من الهيدرات المجمدة هو الذي سبب كارثة انقراض العصر البرمي في نهاية المطاف". وخلص الباحثون إلى أن "نهاية العصر البرمي تحمل درسا هاما للبشرية فيما يتعلق بانبعاثات الغازات، والاحترار العالمي وتغير المناخ، الأمور التي نواجهها اليوم".