فرق تقنية متخصصة تراقب الأنشطة المشبوهة على مدار الساعة تلقت الأجهزة الأمنية، خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، أزيد من 2000 تبليغ عن أنشطة متصلة بالإرهاب عبر المواقع الإلكترونية، وفقا لما أفاد به مصدر أمني مأذون ل«البلاد". وتتضمن البلاغات تنبيه أو تحذير من منشورات دعائية أو مشاركات في منتديات جهادية على شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي. وتضطلع فرق أمنية تقنية متخصصة في الجريمة الإلكترونية بمراقبة الأنشطة المشبوهة على مدار الساعة والتعامل بفاعلية مع البلاغات التي تصلها بشكل سمح بإجهاض نشاط عشرات الخلايا الإرهابية في ظرف قياسي. وأفاد المصدر أن "معظم التبليغات التي أرسلت إلى المصالح الأمنية حول "شبهات الإرهاب" تتعلق بمحاولات اختراق لحسابات مواقع التواصل الاجتماعي أو دعوات للتجنيد في صفوف تنظيمات مجهو لة أم إرهابية أو طوائف دينية، حيث ساهم التحكم في المنصات الإلكترونية والمراقبة المستمرة للحراك الجهادي على شبكة الأنترنت والمواقع وشبكات التواصل في إفشال كل المحاولات التي استهدفت تنفيذ عمليات استعراضية في مواقع عمومية ورسمية. كما مكن من إسقاط العشرات من خلايا الدعم والإسناد والتجنيد في صفوف تنظيم "داعش". وأفادت معطيات أمنية بحوزة المصالح المتخصصة في مكافحة "الإرهاب الإلكتروني" أن تنظيم "داعش" مثلا يسيطر على عدد كبير من المواقع والمنتديات الإلكترونية، التي تحتوي على مكتبة هائلة وواسعة تختص بالإيديولوجيا والخطاب وآليات التجنيد والتمويل والتدريب والتخفي وصنع المتفجرات وكل ما يلزم "الإرهابيين" في عمليات المواجهة في إطار حرب العصابات وسياسات الاستنزاف". وأكدت المعلومات الأمنية أن تنظيم "داعش" لديه فريق من الخبراء التقنيين مهمتهم الرئيسية تتمحور حول اختراق البريد الإلكتروني للآخرين وهتك أسرارهم والاطلاع على معلوماتهم وبياناتهم والتجسس عليها لمعرفة مراسلاتهم ومخاطباتهم والاستفادة منها في عمليات إرهابية . وقد تحولت وسائل التجسس من الطرق التقليدية إلى الطرق الإلكترونية، خاصة مع استخدام الإنترنت وانتشاره عربيا وعالميا. وأكدت مصادر عليمة أن الإطاحة بأكثر من 20 خلية يشتبه في علاقاتها بتنظيم "داعش" في عدة ولايات تم بعد تتبع نشاطهم عبر الوسائط الإلكترونية "الفيسبوك" و"آوت لوك" و"السكايب"، وعن طريق رصد الاتصالات بواسطة الهاتف بتقنية الجيل الرابع. وتم استعمال هذه الوسائل الرقمية لتجنيد العديد من الأشخاص للالتحاق ب"داعش". وفي غالب الأحيان يتم اصطيادهم بصور فيديو تروج ل"تطبيق الشريعة الإسلامية كما جاء في القرآن والسنة" في دولة أبوبكر البغدادي. وكان ذلك بمثابة طعم للحالمين بالعيش في كنف "الخلافة الإسلامية". وأثار السقوط المستمر لخلايا تنظيم داعش في الجزائر اهتمام المختصين والخبراء الأمنيين ومنح المقاربة الميدانية للجيش والأمن الجزائريين وزنا معتبرا في الحرب المعلنة على الإرهاب، وهو ما دفع الأطراف المتضررة إلى المسارعة للاستفادة من التجربة المحلية، خاصة بعد معاينة السقوط المتواتر لجيوب وخلايا التنظيم. وفشلت خلايا تنظيم داعش في اختراق اليقظة الأمنية بولاية قسنطينة للمرة الثالثة على التوالي في غضون شهر واحد مثلا، حيث تم إجهاض محاولة لتنفيذ عمل استعراضي في وسط المدينة بواسطة عنصرين كانا يستعدان لتفجير نفسيهما بحزامين ناسفين في محاولة لنقل المواجهة إلى داخل المدن. وأبان إصرار خلايا التنظيم الإرهابي على نقل المعركة إلى داخل النسيج الحضري في شرق البلاد من أجل تحقيق صدى إعلامي يبطل فشل داعش في اختراق الحصون الأمنية، يقظة أمنية عالية وقدرة على التكيف مع تطور أساليب الفلول الإرهابية في تنفيذ عملياتها الاستعراضية. ويرى خبراء أمنيون في الجزائر أن فشل تنظيم داعش في إرساء خلاياه في الجزائر، رغم محاولات الاختراق وتنويع أساليب الاختراق، يعود بالدرجة الأولى لخسارته المعركة الإلكترونية وتكيف استعلامات الأمن والجيش مع تطورات التنظيم.