كشف مركز أبحاث أمريكي متخصص، أن الهدف الحقيقي من التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي وقع بعد اكتشاف أجهزة الأمن الفرنسية معلومات تتضمن "تهديدات خطيرة" لتجنيد الجهاديين التابعة أو المقربة من جبهة النصرة التي تنشط في سوريا، نافيا أن يكون الهدف تحرير المنطقة من سيطرة الفصائل الجهادية، ولم يكن أيضاً للوقوف في وجه تقدم مسلحي حركة "أنصار الدين"، التي يتزعمها إياد غالي، الذين اقتربوا من العاصمة باماكو في جانفي 2013. ذكر مركز "ميليتاري نيوز أونور" الأمريكي للأبحاث، عن تقارير استخباراتية أمريكية قولها إن التنظيم الإرهابي، "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" شرع خلال الأعوام الماضية في الترتيب لإقامة معسكرات تدريب لفرنسيين ورعايا غربيين آخرين في شمال مالي، وذلك تحسباً لتنفيذ عمليات فوق الأراضي الأوروبية، وهي المعلومات التي حصلت عليها الحكومة الفرنسية، وأدت لأخذ قرار عاجل بالتدخل في مالي. وكشف موقع المركز على الأنترنت، الذي يديره سياسيون سابقون في دول غربية، وهو مقرب من دوائر الأمن في عدة دول، أن السبب الرئيسي الذي دفع الرئاسة الفرنسية للتدخل عسكرياً في شمال مالي في بداية العام الجاري، جاء اعتماداً على هذه التقارير الاستخباراتية التي كشفت عن وجود خطط معدة من قبل هذا التنظيم لتنفيذ عمليات إرهابية داخل المدن الفرنسية، وربط التقرير بين هذه المعلومات المخابراتية وما قرره الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، في نهاية عام 2012 بالتدخل العسكري في شمال مالي، وحسب ذات المصدر فإن المستشارين الأمنيين نصحوا الرئيس الفرنسي بأن أي تأخير للتدخل العسكري سيعني تدريب المزيد من الجهاديين الأوروبيين في شمال مالي، ما يعني تهديداً جديداً موجهاً للأمن الداخلي الفرنسي. وأشار أن مشاركة رعايا غربيين في الهجوم الإرهابي بتيقنتورين الذي استهدف مصنع الغاز لم يكن مفاجئا لصنّاع القرار في الدول المعنية بمكافحة الإرهاب، التي اطلعت على التقارير الأمنية التي أعدت في شهر نوفمبر 2012، حيث كانت أجهزة المخابرات في عدة دول غربية على علم بوجود رعايا غربيين في صفوف التنظيمات الجهادية في شمال مالي. وقبل التدخل العسكري الفرنسي، كثفت أجهزة الأمن في الدول الغربية، حسب ذات المصدر، ملاحقة الخلايا الدعوية لتنظيم القاعدة وملاحقة بعض الأشخاص محل الشبهة، وأكدت هذه التقارير أن درودكدال أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بدأ في تنظيم وتمويل إنشاء خلايا لدعوة الجهاديين للالتحاق بالقتال في شمال مالي وتدريبهم على عمليات إرهابية وعمليات تفجير. وقال التقرير، إن عمليات التجسس التي كانت تنفذها أجهزة الأمن الفرنسية على الخلايا السرية للجهاديين المقربين من جبهة النصرة في سوريا، أكدت أن الناشطين في هذه الخلايا كانوا منزعجين من الدعوة التي بدأت تنتشر في أوساط الجهاديين في غرب أوروبا للالتحاق بالقتال في شمال مالي وغرب إفريقيا، والحصول على دورات تدريبية على القتال في معسكرات القاعدة وكتيبة الملثمين وحركة التوحيد والجهاد.