طلبت قطر، على لسان وزير خارجيتها، من الحكومة الجزائرية، بذل جهود دبلوماسية لاحتواء الأزمة الخليجية بعد قطع السعودية والإمارات والبحرين، علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع الدوحة. من جهتها أكدت الخارجية الجزائرية أنها "تتابع باهتمام بالغ تطورات القضية واستعجلت انتهاج الحوار كسبيل وحيد لتسوية الخلافات بين دول المنطقة". وأجرى ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، اتصالا هاتفيا مع نظيره عبد القادر مساهل، حسبما جاء في بيان للخارجية القطرية. ولم يكشف بيان الخارجية القطرية عن أسباب اتصال الوزير القطري بمساهل، لكن البيان اكتفى بالقول إن الأول أجرى أيضا اتصالات مماثلة بنظرائه في المغرب وتونس والسودان وهو ما يعني أن المحادثات بين الطرفين تمحورت حول الأزمة المشتعلة بين قطر وجيرانها في الخليج العربي. وحسب المصدر نفسه، فقد جرى خلال الاتصالات بحث العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى مناقشة الأوضاع والتطورات الأخيرة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي. وكشف مصدر دبلوماسي جزائري أن "الاتصال الهاتفي تناول التماسا من قطر للجزائر لعب دور دبلوماسي في حل الأزمة وتقريب وجهات النظر لما تتمتع به الجزائر من وزن وعلاقات طيبة بين طرفي الخلاف". وذكر المصدر أن الوزير مساهل أعرب عن أسفه لحدوث هذه الأزمة أمام التحديات في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الأمة، موضحا أن مساهل أكد أن الجزائر تؤيد استقرار المنطقة وتعمل على وحدة البلدان العربية وخاصة منظمة التعاون الخليجي. وشدد على أن "الجزائر ستبذل قصارى جهدها من أجل عودة الأمور إلى طبيعتها من خلال تفضيل أسلوب الحوار في جميع الظروف". وأعلن مساهل خلال تواصله الهاتفي حسب المصدر نفسه عن استعداد الجزائر للتدخل والوساطة بين الدول المعنية، لا سيما أن منطقة الشرق الأوسط تعاني من أزمات كثيرة تستدعي توحيد جهود دول الدول العربية لمواجهة التحديات. إلى ذلك أشار بيان لوزارة الشؤون الخارجية أمس إلى أن "الجزائر تتابع باهتمام بالغ تدهور العلاقات بين بعض دول الخليج ودول المنطقة وانعكاساته على وحدة وتضامن العالم العربي". وأضاف البيان "بعد أن دعت مجمل البلدان المعنية لانتهاج الحوار كسبيل وحيد لتسوية خلافاتهم التي يمكنها بطبيعة الحال أن تؤثر على العلاقات بين الدول، حثت الجزائر على ضرورة التزام مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها الوطنية في جميع الظروف". وختم البيان بأن "الجزائر تبقى واثقة بأن الصعوبات الحالية ظرفية وأن الحكمة والتحفظ سيسودان في النهاية، خاصة وأن التحديات الحقيقية التي تعترض سير الدول والشعوب العربية نحو تضامن فعال ووحدة حقيقية كثيرة على غرار الإرهاب". وبدأت الأزمة حينما أقدمت السعودية والبحرين والإمارات يوم الاثنين الماضي على قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وأغلقت منافذها البحرية والبرية ومجالاتها الجوية أمام وسائل النقل القطرية، متهمة الدوحة بالعمل على زعزعة استقرار المنطقة. وطردت هذه الدول دبلوماسيي قطر، وأخبرت مواطنيها بأن عليهم المغادرة في حدود 14 يوما، كما منعت رعاياها من السفر إلى قطر، وقد اتخذ اليمن والمالديف ومصر خطوات مماثلة. وأعربت وزارة الخارجية القطرية عن أسفها لهذا القرار، معتبرة أن "هذه الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة".