تتكرر مشاهد أقل ما يقال عنها أنها لا تمت بصلة للمظاهر الحضارية، وهي غسل السيارات في الشواطئ الجزائرية، بما أًبح يشوه وجه السياحة الداخلية، التي "تفقد" وجهها منذ السبعينيات إلى يومنا هذا ولم تسترجعه بعد بسبب عوامل عدة منها تلويث الساحل ونفور المصطافين إلى تونس وغيرها من البلدان الجاذبة للسياح. بعد ولايات منها بومرداس ومستغانم، عادت الجزائر العاصمة، لتشهد حوادث مشابهة لاقتحام السيارات للشواطئ في تصرفات غريبة، ففي شاطئ القادوس مساء أمس، تدخل جرار لإخراج سيارة علقت بالرمال، بعدما حاول صاحبها غسلها في البحر غير مراع لأي مصطاف. ولأن حبل "الجنون" قصير جدا، فقد علقت السيارة في الرمال المبللة، ولم يتمن لا هو ولا مرافقوه من استخراج السيارة وإعادتها إلى الطريق، إلا بعد أن تدخل سكان المنطقة التي تعرف نشاطا فلاحيا، لجلب جرار لجرها. ولم يفوت رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفرصة، وقاموا بتخليد الذكرى، التي تبقى وصمة عار في "رمال" شاطئ القادوس، الذي ظل لسنوات قبلة للسواح والراحة العائلية. وقبل الجزائر العاصمة، أندهش رواد أحد شواطئ بومرداس من مظهر مقزز لأحد الشباب وهو يوصل سيارته إلى مياه البحر، ويتفاخر بها وبالأنغام الموسيقية التي تتصاعد من المذياع، في مشهد "غير أخلاقي". وبعد أن كانت السيارات ومختلف المركبات، تقتحم الرمال بين الشمسيات التي تحمي المصطافين من الشمس، صارت مظاهر إدخال السيارات إلى مياه الشاطئ بغرض لفت الانتباه أو غسلها مظاهر سيئة تلوث المشهد السياحي الجزائري أكثر من أي وقت مضى، في غياب جهات تلزم رواد الشواطئ باحترام النظافة والنظام العام.