أكد الوزير الأول الصحراوي، عبد القادر طالب عمر، أن شعبه مستعد لاستعمال كل الوسائل من بينها السلاح لنيل استقلاله، مثلما نالته شعوب العالم ككل. ويأتي هذا التصريح تزامنا والافتتاح الرسمي للجامعة الصيفية الثامنة للبوليزاريو ببومرداس والتي أخذت شعار تصميم ووفاء لعهد الشهداء وذلك بحضور سفراء وشخصيات وطنية وإفريقية. الوزير الأول في كلمته اكد استمرارية حالة الجمود وانسداد الأفق السياسي، بسبب ما وصفه تمادي النظام المغربي في نهج العرقلة وسياسة التصعيد بعد فشل سياسته الاستعمارية، موضحا انعكاس ذلك في صراعه مع الأممالمتحدة وهجمته المسعورة على امينها العام السابق بانكيمون، بعد رفضه الاملاءات المغربية، مضيفا أن فشل السياسة الاستعمارية المغربية دفعت النظام المغربي إلى تغيير استراتيجيته الدبلوماسية، في محاولة لإيجاد تحالفات جديدة، حيث انقلب على سياسة الكرسي الشاغر القائمة على مقاطعة الدول والمنظمات التي تتخذ موقفا مساندا للقضية الوطنية، فأصبح يقبل التعاطي مع هذه الدول بلا شروط، ما يبرز عدم تغير ذهنية النظام المغربي، حسب الوزير الأول الذي وصفها بالمناورة والمخادعة، خاصة بعد المناورات التي يقوم بها النظام من اجل إبطال قرارات الأممالمتحدة أو التماطل في تجسيدها ويتجلى ذلك بعد صدور قرار مجلس الامن الدولي الذي جاء ليؤكد التزام الأممالمتحدة بإيجاد حل قائم على حق الصحراء الغربية في تقرير المصير عبر مفاوضات بين طرفي النظام، في الوقت الذي اكد فيه المسؤول على استعداد الطرف الصحراوي في التعاون مع الأممالمتحدة وكذا المجتمع الدولي من اجل إنقاذ ما تبقى من فرص السلام، في الوقت الذي دعا فيه القيادة الفرنسية الجديدة على رأسها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى المساهمة الإيجابية والبناءة طمعا في حل عادل ونهائي، مذكرا في السياق ذاته الدولة الاسبانية بمسؤولياتها القانونية والتاريخية تجاه الشعب الصحراوي والتي لن تتخلص منها إلا بممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير. الوزير الأول الصحراوي، تطرق كذلك إلى ملف الثروات الطبيعية على أنه أثقل ملف في النزاع، مؤكدا أنه بالرغم من القرار الصادر عن المحكمة الأوروبية القاضي بأن الصحراء الغربية والمغرب الأقصى إقليمان منفصلان ومتمايزان وأن الشعب الصحراوي هو صاحب الحق في استغلال الثروات الطبيعية لبلده، إلا أن النظام المغربي لم يول اهتمامه للحكم الصادر ليواصل حربه في مجال مهب الثروات الطبيعية للصحراء الغربية ومحاولته إفساد قيم المجتمع الصحراوي بنشر سموم المخدرات والآفات الاجتماعية، خاصة وأن المغرب حسب هذا المسؤول- معروف للجميع بكونه الأول في العالم في إنتاج وتصدير القنب الهندي . عبد القادر الطالب عمر عبر عن عميق تقديره لمن وصفهم أصدقاء الصحراء الغربية عبر العالم الذين وقفوا إلى جانب قضية بلده، على رأسهم الدولة الجزائرية والشعب الجزائري الأبي الذي ساند كفاح الشعب الصحراوي من أوله، مؤكدا أن سياسة شعبه بذلك تزداد قوة وعزيمة في محاربة عدوه لغاية استقلال بلاده واسترجاع أرضه وثرواته المسلوبة.