استقالة 22 أمين قسمة في ولاية تيارت ثمّن أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، الخطاب الأخير لنائب وزير الدفاع، الفريق أحمد ڤايد صالح، معتبرا أنه جاء "ردا على الأبواق" التي تريد إقحام المؤسسة العسكرية في العمل السياسي، وأن تأجيل الثلاثية قرار صائب ناتج عن التعليمات الأخيرة للرئيس. وفيما يتعلق بالشأن التنظيمي للحزب أكد ولد عباس أن الكلمة الفصل في اختيار المترشحين هي للقاعدة و«الصندوق". عاد أمين عام الحزب العتيد، جمال ولد عباس، في لقائه بمناضلي الحزب بزرالدة غرب العاصمة، إلى الكلمة التي ألقاها نائب وزير الدفاع الوطني، الفريق أحمد ڤايد صالح، وإن الرجل "وضح الأمور" المتعلقة بمهام المؤسسة العسكرية، وأضاف أن خطابه جاء ليسكت من وصفهم ب«الأبواق التي تتحدث هذه الأيام"، وتريد حسبه استدراج المؤسسة العسكرية إلى الساحة السياسية، معلقا على ذلك بالقول "نحن موجودون كدولة.. وهذا بفضل الأفلان"، مضيفا "ومن يريد الانتقاد.. فالباب مفتوح". وبخصوص قرار الحكومة وشركائها الاقتصاديين والاجتماعيين تأجيل لقاء الثلاثية الذي كان مرتقبا تنظيمه بتاريخ 23 سبتمبر الداخل، فقد اعتبره "قرارا صائبا"، بالنظر للرزنامة الكثيفة للحكومة، المتزامنة مع الدخول المدرسي والاجتماعي والعيد. وأكد أنه كان "على اتصال" بكل من أمين عام المركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد. وأشار دكتور الحزب العتيد في إجابته على أسئلة الصحفيين إلى أن هذا التأجيل "ناتج عن تعليمات الرئيس الأخيرة". وعلى المستوى التنظيمي، يعيش حزب جبهة التحرير الوطني، حالة غليان كبيرة في قواعده بعديد الولايات على بعد خطوة من الانتخابات المحلية، حيث اتسعت رقعة الغضب مؤخرا ليتحول إلى احتجاجات في عدد من المحافظات وصلت إلى حد تجمهر العشرات من المناضلين، أمام المقر المركزي للحزب بحيدرة، بسبب ما اعتبره المناضلون "اختلالات مسجلة" في تطبيق التعليمة رقم 12 للأمانة العامة. وفي محاولة لتهدئة الأمور سارع الأمين العام جمال ولد عباس إلى الإعلان عن ترأسه لجان التحضير الولائية للمحليات في عدة ولايات. وحسب متابعين فإن هذه الخطوة، لم تشفع للدكتور ولد عباس، حيث أقدم نهاية الأسبوع 22 أمين قسمة بحزب جبهة التحرير الوطني بالأغواط من أصل 32 على تقديم استقالات جماعية تلقت "البلاد" نسخا منها على خلفية ما سمي ب«الخروقات التي تتنافى مع النظام الداخلي والقانون الأساسي للحزب". هذه الوضعية دفعت بولد عباس لترأس بعض اللجان الولائية، وخلال لقائه بالمناضلين بزرالدة، خاطب ولد عباس الحضور قائلا "انتهى عهد تعيين ابن خالتي وولد عمي، الكلمة للقاعدة والمناضلين"، مشددا "لا يوجد شخص يطمعكم..الكلمة للصندوق".يشار إلى أن ولد عباس قد حدد في التعليمة رقم 12 الشروط الواجب توفرها للترشح في صفوف الحزب العتيد في الانتخابات المحلية، المزمع إجراؤها خلال الثلاثي الأخير من السنة الجارية، وتم منح امتيازات للمجاهدين وأبنائهم وأبناء الشهداء للترشح، كما أوكل مهمة إعداد القوائم الانتخابية للجان الولائية، من خلال الالتزام ببرنامج الرئيس بوتفليقة. والأقدمية في النضال مع مراعاة المرونة، والإنجازات الميدانية التي حققها المرشح في مسيرته النضالية والعلمية، والمصداقية والنزاهة، والتجذر في الأوساط الشعبية.