المستهلكون الكبار للكهرباء مقصون من دعم الدولة مستقبلا دعا وزير الطاقة مصطفى قيطوني مستهلكي الكهرباء الكبار إلى عقلنة استهلاكهم، مشيرا إلى شروع القطاع في "التفكير" بإقصاء الفئات الأكثر استهلاكا للطاقة من دعم الدولة، حيث ستكون مجبرة على دفع السعر الحقيقي لهذه الطاقة، وذلك على المدى المتوسط أو الطويل، مضيفا أن الفئات الهشة ستستمر في دفع السعر المدعم غير أن الأثرياء سيدفعون السعر الأصلي. وكشف الوزير، مساء أول أمس، أن 6 ملايين زبون من أصل 9 ملايين قد سجلوا ارتفاعا في استهلاك هذه الطاقة المهمة، حيث كلف ذلك مؤسسة سونلغاز خسائر قدرت ب4 ملايير دولار، خلال هذا الصيف، كما نفى وجود أي قانون لرفع سعر الكهرباء أو الطاقة بشكل عام، مضيفا أن المشروع التمهيدي لقانون المالية 2018، لا ينص حاليا على رفع سعر الطاقة. وزير الطاقة كشف عن التكفلة الحقيقية للتر الواحد من البنزين التي تكلف الدولة 125 دينارا في حين يباع ب32 دينارا فقط. وجاءت تصريحات الوزير عقب حفل تعيين مدير المنطقة الشرقية وتسليم المهام لعدة مدراء مكلفين بالتوزيع، الذي نظم من طرف الشركة الوطنية لتوزيع الكهرباء والغاز، حيث تحدث قيطوني عن تبذير الكهرباء الذي لا يزال يضر بالخزينة العمومية بسبب المبالغ الضخمة التي يتم إنفاقها سنويا لدعم أسعار الطاقة، حيث قال إنه سيتم العمل بمبدأ "من يستهلك أكثر يدفع أكثر" للتخفيف من وطأة العجز الذي تعاني منه شركة سونلغاز من جهة، ودفع المستهلكين لضرورة ترشيد استعمال الطاقة وتفادي الإسراف من جهة أخرى، فيما تحفظ ذات المتحدث عن الكشف عما إذا كانت هذه التدابير ستدرج في مشروع قانون المالية للسنة المقبلة، قائلا إن الاقتراح في مرحلة التفكير لا غير. مؤسسة سونلغاز تخسر 4 ملايير دولار هذا الصيف صرح المسؤول الأول عن قطاع الطاقة في الجزائر، أن خسائر مؤسسة سونلغاز خلال فترة الصيف قدرت بحوالي 4 ملايير دولار، أنفقتها الشركة للتجاوب مع الوضعية الحالية وبلوغ مستويات استهلاك الطاقة الكهربائية، مضيفا أن هذا الغلاف المالي يمثل تكلفة إنتاج وتوزيع 2000 ميغا واط إضافية للاستجابة لمعطيات المرحلة. وكشف الوزير أن استهلاك الكهرباء وصل إلى الذروة، في شهر جويلية من هذا العام، وقدر الاستهلاك ب 13900. وأضاف ذات المتحدث أن سونلغاز قد تمكنت من تسيير الوضع وتفادي اللجوء إلى قطع الكهرباء، كما نفى الوزير أن يكون هذا الاستهلاك القياسي للطاقة نتيجة الحرارة الشديدة فقط، بل قال إنه ناتج عن "التبذير" الذي لا يزال يميز استهلاك حوالي 6 ملايين زبون من أصل 9 ملايين التي تضمهم الشركة. وتشير حصيلة للشركة الجزائرية لتوزيع الكهرباء والغاز قدمت بهذه المناسبة إلى أن الشركة سجلت عجزا بقيمة 50.8 ملايير دج خلال 2016 ورقم أعمال قدر ب 267.2 مليار دج وديون قدرت ب55 مليار دج. أما زبائن الشركة، فقد قدر عددهم في 2016 بحوالي 9 ملايين بالنسبة للكهرباء وحوالي 5 ملايين بالنسبة للغاز. 60 بالمائة من ديون سونلغاز لدى الإدارة اعترف قيطوني بأن معظم الديون المترتبة على زبائن الشركة الوطنية للكهرباء والغاز "سونلغاز" تعود للإدارات العمومية، حيث تمثل 60 بالمائة، بينما يبقى على عاتق الزبائن العاديين 40 بالمائة منها، وأشار إلى أن الجهات الوصية انطلقت في الإجراءات المتعلقة بتسديد المؤسسات العمومية والإدارات للمستحقات المترتبة عليها، فيما دعا الموظفين إلى التقليل من استعمال الطاقة وترشيد الاستهلاك لتقليص هذه الخسائر. الجزائر تستهلك 15 مليون طن من الوقود سنويا أكد وزير الطاقة أن الجزائريين يستهلكون 15 مليون طن من الوقود باختلاف أنواعه (المازوت، البنزين الممتاز وبدون رصاص)، وأرجع ذلك إلى تدني أسعاره رغم من الزيادات الأخيرة، في إشارة إلى توجه الحكومة إلى استحداث زيادات جديدة في التدابير المقررة مستقبلا. وفي رده حول الإجراءات التي ستتخذها الوزارة، أشار السيد قيطوني إلى أن أبوابا مفتوحة حول الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات ستنظم في شهر سبتمبر المقبل بالجزائر العاصمة (على مستوى المركز الدولي للندوات بنادي الصنوبر) بحضور سفراء ومتعاملين عموميين وطنيين، وذلك للتعرف على مهام هذه الوكالة في آفاق العودة لأعمال الاستكشاف والبحث في المجال المنجمي.