أكد الوزير الأول، أحمد أويحيى، أن "مسعى الجزائر قائم على الضرورة الملحة لترقية الاستقرار والسلم والتنمية في المنطقة التي هي في حاجة ماسة إلى تجسيد تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية". وجاء تصريح أويحيى على هامش استقباله المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، هورست كوهلر، الذي يقوم بجولته الأولى بالمنطقة. وقبل ذلك استقبل وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، المبعوث كوهلر وتناول معه مستجدات القضية الصحراوية. وأكّد مساهل أن مسألة الصحراء الغربية تندرج ضمن مسار تصفية الاستعمار الذي تشرف عليه منظمة الأممالمتحدة بموجب اللائحة 1514، موضّحا أنه لا يمكن أن تجد حلا دائما لها خارج ممارسة الشعب الصحراوي حقه الثابت في تقرير المصير. وشرع كوهلر منذ سبعة أيام في جولته الأولى من نوعها إلى المنطقة منذ تعيينه من قبل الأمين العام الأممي انطونيوغوتيريش مبعوثا شخصيا له إلى الصحراء الغربية. وانتقل في إطار جولته إلى كل من المغرب ومخيمات اللاجئين الصحراويين والجزائر قبل أن ينتقل إلى موريتانيا ابتداء من اليوم الاثنين. وتلقى القضية الصحراوية حاليا زخما واسعا على الصعيد الدولي، حيث صرح السفير والممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة صبري بوقادوم قبل أيام أن تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية "مسألة عاجلة وحاسمة" لاستقرار المنطقة، مؤكد أنه لا يوجد خيار إلا احترام ممارسة الحق في تقرير المصير. وقال بوقادوم في مداخلته أمام اللجنة الاممية الرابعة لتصفية الاستعمار إن "الجزائر ترى أن تسوية النزاع بالصحراء الغربية مسألة عاجلة وحاسمة من أجل تحقيق الاستقرار والتقدم والتكامل في المغرب العربي المنطقة الوحيدة في افريقيا التي لا تعرف بعد مثل هذا المسار" واستطرد "ومثلما يقول خوسي مارتا، نحن أحرار في ألا نكون سيئين ولكن لا يمكننا تجاهل المعاناة الانسانية". من جهة أخرى، أبرز رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، سعيد عياشي، أول أمس، بباريس، ضرورة العودة لأساسيات ملف الصحراء الغربية وتحديد تاريخ لتنظيم استفتاء تقرير المصير لصالح الشعب الصحراوي. وأكد عياشي لواج على هامش أشغال الندوة الأوروبية ال42 للدعم والتضامن مع الشعب الصحراوي قائلا إنه "أضحى من الضروري العودة إلى اساسيات الملف، أي تنظيم الاستفتاء وكذا ما تم التعهد به لصالح الشعب الصحراوي خلال التوقيع على وقف إطلاق النار سنة 1991ي وكذا التحضير لاستفتاء تقرير المصير وتحديد تاريخ لتنظيمه". كما اعتبر عياشي أن الملف الصحراوي يعرف "منعرجا" في تطوره، ليس فقط مع تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة للصحراء الغربية هوست كوهلر الذي كلف بجمع اطراف النزاع حول مائدة المحادثات من أجل بحث حل لهذا النزاع".