فرضت التقلبات الجوية التي تجتاح ولايات الشرق والوسط خلال ال24 ساعة الأخيرة، تدخل قوات الجيش الوطني الشعبي لفك الحصار عن المناطق المعزولة. ونجحت الوحدات العسكرية مدعومة بآليات ثقيلة، في إجلاء بعض المسافرين من الذين وجدوا أنفسهم فجأة عالقين في الطرقات، بسبب الثلوج التي بلغ سمكها نحو 20 سنتيمترا في بعض المناطق. وتواصل تهاطل الثلوج أمس، على مرتفعات ولايات عنابةوسكيكدة وقالمة وجيجل وميلة وسطيفوبجاية، بسبب الاضطراب الجوي الذي يجتاح المناطق الشرقية محملا بالأمطار والبرودة الشديدة، حيث سجلت درجات حرارة دنيا تقارب الصفر. وأدت الأمطار الغزيرة المتهاطلة إلى شل حركة المرور في بعض الولايات بسبب ارتفاع منسوب مياه الأودية، كما جرفت بعض المنشآت القاعدية بفعل الغش في الأشغال. الثلوج تعزل قرى بأكملها هذا، وقد سجلت مصالح الحماية المدنية لولاية عنابة، شل حركة المرور على مستوى المسلك الرابط بين عاصمة الولاية وبلدية "سيرايدي" عند النقطة الكيلومترية الثامنة، مما جعل المصالح المعنية تعلن عن كون قرى بلدية "سيرايدي" مناطق منكوبة، خاصة منطقتي بوزيزي وعين بربر، حيث إن سكان قرية بوزيزي كانوا في عزلة تامة، الأمر الذي استدعى تدخل وحدات الجيش الوطني الشعبي لإنقاذ بعض العائلات، بينما قامت مصالح البلدية باستعمال الجرافات لفتح الطريق المؤدي إلى هذه المنطقة. وتسببت الثلوج الكثيفة التي تساقطت على مرتفعات الجهة الغربية لولاية سكيكدة، في غلق 03 طرق ولائية، وعزل 08 بلديات على الأقل عن العالم الخارجي. وفيما تجندت وحدات من الجيش والدرك والحماية المدنية لفك العزلة عن المناطق المتضررة من سوء الأحوال الجوية، فإن موجة الثلوج المتساقطة منذ يومين، ببلديات المصيف القلي، غرب ولاية سكيكدة، تسببت في شل حركة المرور عبر طرقات ولائية وبلدية، خاصة على مستوى الطريق الولائي رقم 132 الرابط بين القل والميلية بولاية جيجل، والمار عبر ثماني بلديات بالمصيف القلي، و ذلك بمنطقة الطرس مفترق الطرق مع الطريق الولائي رقم 7 الرابط بين بلدتي عين قشرة والشرايع المار ببلديات قنواع، الزيتونة، أولاد عطية، ووادي الزهور. وشهدت مختلف الطرق الوطنية والبلدية بإقليم ولاية ميلة حركة مرورية صعبة جراء الثلوج المتساقطة، حيث سخّرت مديرية الأشغال العمومية رفقة مصالح الدرك الوطني، الوسائل اللازمة لفتح الطرق المقطوعة. وأوضح المكلف بالإعلام على مستوى المجموعة الإقليمية للدرك الوطني: "أن الطريق الوطني رقم "77أ" الرابط بين تسادن لحدادة وولاية جيجل مغلق على مستوى مشتة الصداح وتيزي مان، أيضا الطريق الوطني رقم 77 الرابط بين تسدان حدادة وولاية سطيف مغلق على مستوى مشتة بني هشان". وعن حالة الطرقات البلدية والولائية، يضيف المصدر نفسه، فإن "الطريق الولائي رقم 4 الرابط بين الطريق الوطني رقم 27 وبلدية الشيقارة مغلق على مسافة 14 كم، أيضا الطريق الولائي رقم 4 الرابط بين بلدية ترعي بينان والشيقارة على مسافة 5 كم، والطريق البلدي غير المرقم الرابط بين مشاتي عين الحمراء العنابات وتسفات المؤدي إلى بلدية ترعي بينان مقطوع على مسافة12 كم". شلل في حركة المرور بعدة ولايات أما بولاية بجاية، فقد أدت الثلوج إلى غلق الطريق الوطني رقم "26 أ« الرابط بين ولايتي بجاية وتيزي وزو، في شطره العابر ببلدية شلاطة، والطريق الوطني رقم 9 على مستوى بلدية سوق الاثنين، وتوقفت حركة المرور تماما على مستوى الطريق الوطني رقم 15 الرابط بين ولايتي تيزي وزو والبويرة، والطريقين الوطنيين رقمي 30 و33 الرابطين بين نفس الولايتين على مستوى كل من أسول وسيدي نكولان على التوالي، كما شلت حركة المرور بالطريق الوطني رقم 132 في شطره العابر لإقليم بلدية أولاد عطية على امتداد 10 كلم. وبولاية برج بوعريريج، شلت حركة المرور على مستوى الطريق الوطني رقم 76 بمنطقتي المدافع وعنصر وزلو ببلدية برج زمورة، وكذا الطريق الولائي رقم 43 العابر لبلدية الجعافرة على مستوى منطقة أورير على امتداد 10 كلم، إلى جانب الطريق الولائي رقم 44 الرابط بين بلديتي الجعافرة وثنية النصر على مستوى المكان المسمى تركابت على امتداد 5 كلم. كما توقفت حركة المرور بالطريق الوطني 77 الرابط بين ولايتي سطيفوجيجل في شطره العابر لبلديات عين السبت، بني عزيز والعلمة، وكذا الطريق الوطني 74 الرابط بين بلديتي بني ورتيلان وبوقاعة. في السياق ذاته، عرفت ولاية باتنة بدورها نفس الاضطرابات في حركة المرور، حيث شلت هذه الحركة نتيجة التساقط الكثيف للثلوج بالطريق الوطني رقم 45 والطريق الولائي رقم 172، العابرين لإقليم بلدية إيشمول. من جانب آخر، أحصت مصالح الدرك الوطني وفاة أربعة أشخاص وإصابة 23 آخرين بجروح خطيرة في 18 حادث مرور، وقعت بالعديد من مناطق الوطن، خلال ال24 ساعة الماضية بسبب التقلبات الجوية. التقلبات الجوية تثير حالة طوارئ وفي أم البواقي تسبب تساقط الثلوج على المرتفعات في حوادث مرور متفرقة، كانت سببا في مقتل شخص وإصابة أزيد من 5 أشخاص بجروح، هذا إلى جانب إقدام مجهولين بإحدى مشاتي الضلعة على سرقة كميات معتبرة من الكوابل الكهربائية، ما أدخل السكنات في ظلام دامس، دفع السكان للاحتجاج ومطالبة الوصاية بالتدخل، ففي دائرة عين مليلة توفي شخص وأصيب أزيد من خمسة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في حادثين منفصلين بسبب رداءة الأحوال الجوية، فعلى طول الطريق الوطني رقم 3 الرابط بولاية باتنة، عرف محيط قرية جيدمالو، انقلاب شاحنة ذات مقطورة مما تسبب في قطع الطريق وتوقف حركة المرور لأزيد من 5 ساعات. من جهتها، سجلت مديريات الحماية المدنية بكل من الطارف وسوق أهراس وقالمة عددا من حوادث المرور ناجمة بالأساس عن الحالة الصعبة للطرقات، والتي لم تسفر لحسن الحظ عن أية خسائر بشرية تذكر، في حين سجل تدخل وحدات الجيش في الطارف وسوق أهراس باستعمال كاسحات الثلوج، كما لوحظ ضغط كبير على بعض المواد الغذائية كالخبز والخضر والفواكه وقارورات غاز البوتان، لاسيما على مستوى العديد من المدن والمناطق النائية التي لم يفتح التجار بها، ولليوم الثاني على التوالي، محلاتهم التجارية. ومن جانبه، أوضح الديوان الوطني للأرصاد الجوية، في نشرية خاصة، بأن تساقط الثلوج سيستمر إلى غاية اليوم، ويشمل مرتفعات وسط وشرق الوطن التي يتجاوز علوها 800 متر. وسيستمر تساقط الثلوج على المرتفعات الواقعة بولايات بومرداس وتيزي وزو والبويرة وبجايةوجيجلوسكيكدةوسطيف وكذا برج بوعريريج، وسيبلغ سمك الثلوج المرتقبة محليا 10 سم أوأزيد، وهذا طيلة مدة صلاحية النشرية، أي إلى غاية اليوم. كما يتواصل تهاطل الأمطار التي تكون أحيانا رعدية أومصحوبة بتساقط البرد على الولايات الساحلية لوسط وشرق البلاد إلى غاية الساعة التاسعة ليلا. وأشار البيان، إلى أن الولايات المعنية، هي تيزي وزو وبجلية وجيجل وكذا سكيكدة، حيث ستقدر كميات الأمطار المرتقبة ب30 ملم محليا أو أكثر، خلال مدة صلاحية النشرية. الاضطرابات الجوية تؤجل امتحانات الفصل الأول وتسببت الاضطرابات الجوية والثلوج المتساقطة عبر عدة ولايات من الوطن، في تأجيل امتحانات الفصل الأول التي انطلقت أمس، حيث توقفت الدراسة في العديد من المؤسسات التربوية المتواجدة بالمناطق النائية، بسبب الثلوج والأمطار الغزيرة وارتفاع شدة البرودة، خاصة وأن أكثر من60 بالمائة من المؤسسات التربوية من دون تدفئة. عرفت العديد من المؤسسات التربوية عبر المناطق النائية بحوالي أكثر من عشرة ولايات من الوطن توقفا للدراسة، وبالتالي تأجيل الاختبارات التي انطلقت أمس، عبر مختلف ولايات الوطن، حيث تسببت الاضطرابات الجوية في تغيب التلاميذ وتعليق الدروس. وعن الولايات المعنية، ذكرت مصادر تربوية، أن الاضطراب الجوي الأخير أحدث شللا في الدراسة عبر عدة ولايات شرقية ووسطى عبر الوطن، خاصة الولايات التي عرفت تساقطا كبيرا للثلوج والأمطار، حيث وجد التلاميذ أنفسهم في عطلة اضطرارية بعد عدم تمكنهم من الالتحاق بالمدارس، خاصة تلاميذ المناطق النائية والريفية، في ظل الطرق المقطوعة بسبب الثلوج، و انعدام وسائل النقل، مثلما هو الحال بولايات برج بوعريرج، جيجل، بجاية، البويرة، سطيف، سكيكدة، تيزي وزو والمدية، التي شهدت تساقط الثلوج منذ نهاية الأسبوع. كما أشارت مصادرنا إلى أن الدراسة توقفت على مستوى بعض المؤسسات بسبب انعدام التدفئة وارتفاع درجة البرودة التي لم يتحملها المتمدرسون. هذا، وقد أعدّ مديرو المؤسسات التربوية تقارير ستوجه إلى وزارة التربية لتبرير التأخير في تنظيم الامتحانات، خاصة وأن الوزارة أمرت مديري المؤسسات التربوية من خلال مراسلة وجهت لهم منذ أيام، بالالتزام برزنامة الاختبارات الفصلية للأطوار التعليمية الثلاثة المحددة من طرف الوزارة الوصية، بهدف تعويد التلاميذ على اجتياز الاختبارات في أيام موحدة، من أجل تدريبهم على طريقة اجتياز الامتحانات الرسمية، وحددت تاريخ اختبارات الفصل الأول الخاصة بالطورين المتوسط والثانوي، ابتداء من 3 ديسمبر، أي نهار أمس، على أن تكون امتحانات الطور الابتدائي بداية من 10 ديسمبر.