قرر والي ولاية الشلف، بن منصور عبد الله، تأجيل عملية انتخاب رئيس المجلس الشعبي الولائي التي كانت مقررة ظهيرة الخميس الماضي، إلى وقت لاحق، وعزت مذكرة عاجلة أرسلها الوالي إلى الأحزاب المتصارعة على رئاسة المجلس، أسباب التأجيل إلى اجل غير مسمى، لأسباب طارئة وقاهرة، تعذر على مصالح الولاية بسببها إجراء هذه العملية الانتخابية، التي كان يفترض ان يحتدم الصراع فيها على أشده بين الارندي والآفلان، بعد أن قام التجمع الوطني الديمقراطي الذي حاز على أغلبية المقاعد في محليات 23 نوفمبر بحصة 15 مقعدا ولجوئه إلى إبرام تحالف مع كتلتي جبهة المستقبل وحركة حمس، ليصبح تعداد التحالف 32 منتخبا، فيما يعول الأفلان على تحالفه مع الحركة الشعبية الجزائرية على حصة 15 مقعدا، لمزاحمة التحالف الأول، وقول كلمته في الاقتراع السري. وحسب المستندات التي بحوزة" البلاد"، فإن مذكرة التأجيل التي وجهها الوالي إلى السلطات القضائية، كانت سبقتها أخرى لتأجيل الاقتراع من صبيحة الخميس إلى ظهيرة اليوم ذاته، بسبب الاجتماع الطارئ الذي عقدته لجنة الأمن وإطارات الولاية، حول ما يحول دون ضمان التنظيم والسير الحسن لعملية الانتخاب ومتابعتها من قبل مسؤول الولاية، ورأى مصدر رفيع المستوى، أسباب التأجيل، أنها كانت إلزامية بالنظر إلى الأجواء غير اللائقة التي دارت في قاعة المداولات للمجلس الشعبي الولائي، بعد اقتحام منتخبين عن أحزاب التحالف الأول في سابقة خطيرة في الساحة السياسية المحلية في غياب الإدارة بممثلي السلطات المحلية، بعد أن قامت مجموعة من المنتخبين بالاستيلاء على المقاعد الأمامية داخل القاعة في غياب جبهة التحرير الوطني والحركة الشعبية الجزائرية. هذا الوضع المتشنج الذي دار في الساحة، وأعاد إلى الأذهان أجواء وقعت في التسعينيات، عجلت باستدعاء فرق أمنية إضافية تم نشرها قبالة مبنى الولاية ومقر المجلس الشعبي الولائي والاصطفاف أمام مقار عمومية مخافة وقوع تبعات خطيرة، وهوما دفع الوالي إلى اتخاذ قرار عاجل بتأجيل عملية الاقتراع والتأكيد على أن الظروف القاهرة التي أحاطت بتحضيرات العملية الانتخابية، منعت من إجرائها تماما، مع العلم أن السلطات المحلية كانت عاشت قبل أيام قلائل مشاهد جد مؤسفة في بلدية الظهرة بسبب تمسك الرئيس السابق عن جبهة المستقبل بمنصبه غير آبه بالتوتر الشديد الذي ساد المنطقة وأسفر عن إصابة جرحى من قوات مكافحة الشغب وشبان، وانتهت الأحداث بتنصيب رئيس البلدية بمقر دائرة تاوقريت بعيدا عن أعيان المدينة وسائر المنتخبين خارج مقر بلديته. جدير بالذكر أن الأفلان كان انتقد بشدة الخروق التي شابت عملية إبرام التحالف الجديد الذي ساهم فيه الارندي الحاصل على الأغلبية بإعلانه عن ضم احد أحزاب المعارضة في لعبة سياسية غير مدروسة الأهداف وتأكيد الجبهة على أن التجمع الوطني الديمقراطي مهد لهذا التحالف المشبوه تحضيرا لمواعيد انتخابية مقبلة.