زلزال مريح؟!شدة زلزال اليابان، وما أعقبه من مد بحري'' تسونامي'' أحدث أسوأ كارثة لم ترها عين في هذا البلد منذ زمن طويل لكن رئيس وزراء اليابان مع ذلك ظل متفائلا بإمكانية تجاوزها لاحقا!ولو أن زلزالا بهذا الحجم وما صاحبه من أهوال حدث في أي دولة عربية، بما فيها تلك التي تشيد الأبراج على الطريقة الأمريكية لقضى نصف سكان البلد غرقا في الماء والطين والوحل، أو تحت ركام الانهيارات ! وظل النصف الآخر سكارى وماهم بسكارى من كثرة الدوار إلا أصحاب البروج المشيدة من الحكام ومن والاهم ممن حصنوا أنفسهم تحسبا لكل طارئ خاصة إن كان غير طبيعي كما هو حاصل الآن مع ثورات التغيير وما تلاقيه من صراعات مع الأنظمة· فلو أن الزلزال حدث لكان مصير بن علي في تونس غير هذا المصير فوجد حلا للبطال والمطالب بالكرامة، وكان مصير مبارك غير هذا أيضا ومعه مصير القذافي الذي وعد بتصفيه شعبة ومعظمه معارض له، فردا فردا بيتا بيتا دارا دارا زنفة زنفة ولكل واحد ضربة أو خنفة!فالكارثة الطبيعية كفيلة وحدها بإنقاص مجموع البشر وبالتالي المشاكل التي يضعونها أو يطرحونها في شكل تحديات التنمية كما تسمى· فهذا يصب بدوره في خانة الحكام بعد أن ينقص عدد الرؤوس ويبقى المال والسلاح متداولا بينهم!ومع ذلك يجزم الكثيرون بأنه لو حدثت القيامة في تلك البلدان واستثنت الحكام مع مجتمعهم المفيد، وعادوا إلى فكرة النظام التأسيسي والعود على بدأ لتكوين دول حديثة بعد أن جربوا ذلك عقودا وفشلوا فشلا ذريعا، فإن النتيجة النهائية ستعود، كما كانت وربما أسوأ بكثير والسبب أن أصل المشكلة دائما في رؤوس هؤلاء الذين يطالبهم الشارع العربي باليد أو باللسان أو بالقلب بالرحيل فورا غير مأسوف عليهم، ولو تحولت تلك المطالب إلى حرب تحرير