ستشكل المعطيات الأمنية "الاستثنائية" التي ستقدّمها الجزائر في تقرير شامل حول التنظيمات والكتائب الإرهابية الناشطة في إفريقيا منعرجا حاسما في مواجهة التهديدات الأمنية التي تمثلها عناصر وقيادات تلك المجموعات في إفريقيا. وتفيد المعطيات أن "بنك المعلومات الاستخباراتي"، الذي ستفرج عنه الجزائر بمناسبة القمة ال30 لرؤساء الدول والحكومات المزمع تنظيمها بأديس ابابا يومي 28 و29 جانفي الجاري، يتضمن تقارير مفصلة حول"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" و«داعش" و«بوكو حرام" إلى جانب الكتائب والخلايا الإرهابية الدائرة في فلك تلك التنظيمات المتطرفة. ويحذر التقرير الجزائري، الذي سيعرض حسب وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، في إطار العهدة التي أوكلت لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، كمنسق للاتحاد الإفريقي في مجال الوقاية من الإرهاب والتطرف العنيف ومكافحتهما في القارة السمراء، من وجود أكثر من خمسة آلاف إفريقي ينشطون في صفوف الجماعات الإرهابية في بلدان القارة وخارجها، ومن التهديد الذي أصبحوا يشكلونه على أمن المنطقة. وتوضح المذكرة التي سيتم عرضها إن "العديد من الشباب الإفريقي انخرط في مغامرة إرهابية في مناطق النزاع المختلفة في جميع أنحاء العالم، خاصة في العراق وسوريا ومنطقة الساحل"، مبرزة أن "هناك أكثر من 5 آلاف إفريقي من جنسيات مختلفة ينشطون مع الجماعات الإرهابية في القارة وفي مناطق النزاعات المسلحة الأخرى". وتشير المعلومات الأمنية الجزائرية حول "آفاق منع ومكافحة التطرف العنيف والإرهاب في إفريقيا" إلى أن القارة الإفريقية "تواجه أيضا تحديات بسبب التهديد الذي يشكله هؤلاء الأشخاص لدى عودتهم إلى بلدانهم أو بلدان أخرى في المنطقة". معتبرة أن هذا الخطر "يفاقم عددا من العوامل الخاصة بقارتنا، بما في ذلك اتساع رقعة الأراضي وطبيعة الحدود التي يسهل اختراقها ومحدودية الموارد والقدرات لعدد كبير من البلدان التي يحتمل أن تكون هدفا لهذه الآفة". و تضيف الوثيقة التي سهر على إعدادها الرئيس بوتفليقة وفقا لآخر التقارير الأمنية، أن "المحاولات الحالية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية للتجمع أو التوحد في منطقة الساحل ليست غريبة على حركات العودة والتوقعات المستقبلية للأعمال الإرهابية في هذه المنطقة"، مشيرة إلى أنه بغية مواجهة هذا التهديد، فإن إفريقيا "مدعوة إلى تطوير تعاونها في مجالات عديدة، بما في ذلك جمع المعلومات الاستخباراتية عن المقاتلين الإرهابيين الأجانب وتحسين المعرفة بملامحهم ومنع تنقلهم عبر مختلف وسائل النقل ونقاط الدخول والعبور، فضلا عن تحسين إدارة الحدود". يذكر أن تعيين رئيس الدولة لهذه المهمة، قد تم عرفانا و تكريما له على التزامه الشخصي والمتجدد في مجال مكافحة الإرهاب الدولي وكذا لمساهمة الجزائر المعتبرة والفعلية في التجنيد الدولي حول مكافحة هذه الآفة. وفي ذات الإطار و تمهيدا لقمة رؤساء الدول و الحكومات، سيعقد مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي اجتماعه العادي الذي سيترأسه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدراسة الاستراتيجية الإفريقية لمكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف العنيف. كما سيسبق قمة رؤساء الدول انعقاد اجتماع لجنة ال 10 حول إصلاح مجلس الأمن وكذا مناقشة تقرير مجلس السلم والأمن حول تسوية النزاعات في إفريقيا.