أعلنت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، أنها ضد مقترح حكومة وحدة وطنية لأنها تمثل إنكارا للسيادة الشعبية، في الوقت الذي دعت فيه الرئيس إلى الشروع في الإصلاحات مع تحديد مضمونها ومسارها. تعاطت لويزة حنون مع خطاب الرئيس بوتفليقة في 19 مارس والذي أعلن فيه نيته مباشرة إصلاحات سياسية، وقالت ''يتطلب الأمر التدقيق في محتوى الإصلاحات''. واعتبرت زعيمة حزب العمال، في عرضها التقرير الافتتاحي في اجتماع المكتب السياسي يوم أمس بمقر الحزب بالحراش، أن الإصلاح السياسي والديمقراطي أمر مستعجل، وتشدد ''المفروض تحديد الإصلاحات الشاملة وتحديد صلاحية هيئة وكل مؤسسة''. ومرد تحديد صلاحية كل هيئة، حسب حنون، ''التداخل والخلط بين صلاحيات كل هيئة سواء كانت وزيرا أو واليا أو رئيس دائرة، أو مسؤولا بشركة عمومية، الأمر الذي خلق الفوضى وعرقل المشاريع. وفي سياق حديثها عن الرئيس بوتفليقة الذي دعته بصفة مستعجلة إلى إعلان مباشرة الإصلاحات، قالت إنه لا يمكنه وحده أن يحل المشاكل كلها، والأمر نفسه مع مؤسسة رئاسة الجمهورية. وأكدت حنون أن الرئيس بحاجة إلى مؤسسات منتخبة ذات مصداقية تقاسم الرئيس المسؤولية، ومن المؤسسات اللازمة هي المجلس التأسيسي القادر على صياغة دستور جديد كون الهيئة التشريعية في نظر حنون غير مؤهل لهذا الأمر. ودافعت حنون بشدة عن فكرة المجلس التأسيسي الذي سيحقق القطيعة مع ممارسات الحزب الواحد المتسببة في الأزمات المتعاقبة على الجزائر. واستغلت حنون الفرصة للرد على أمين عام الأفلان عبد العزيز بلخادم دون ان تسميه، و قالت ''نستغرب التصريحات التي تقول إن المجلس التأسيسي السيد سيعيد البلاد إلى نقطة الصفر''، كما ردت عليه بقولها ''المطالب المرفوعة حاليا من الشعب الجزائري وإن كانت ظاهريا ذات بعد اجتماعي فإنها ذات طابع سياسي''. وسجلت حنون استعداد السلطة للاستجابة للمطالب ولو بطريقة فوضوية. وعن الحراك السياسي الحاصل في الجزائر الموازي للحراك الاجتماعي، رأت حنون أنه في جزء منه عقيم ولا فائدة منه، وقلة منه سيساهم في إيجاد مخرج للأزمة. وعبرت حنون عن رضاها عن النشاطات الحاصلة داخل هيئة زياري بخصوص مشروع قانون البلدية، لكن الخل حسبها أن البرلمان ذو إطار قديم وغير لائق على مواكبة هكذا رهان. واعتبرت الموقف الجزائري حيال اللائحة العربية من أحداث ليبيا أنه موقف شجاع ويتماشى مع تقاليد الدبلوماسية الجزائرية، وتوجهت للحكومة تدعوها إلى بذل الجهود لوقف ما سمته عدوانا غربيا وعربيا على ليبيا.