يكشف كتاب ''بيبلوغرافيا تلمسان'' ليحي ولد سيدي أحمد الذي أصدرته ''دار المعرفة'' الجزائرية قبل أيام في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية''، أن مئات المخطوطات والكتب النفيسة التي ألفها على مدار عشرة قرون، أكثر من 90 عالما وفقيها ومفكرا من ''عاصمة الزيانيين''، لا تزال منتشرة عبر عشرات المكتبات العالمية، بينما يجد الباحثون والدارسون الجزائريون صعوبة في الحصول عليها. ويرصد هذا الكتاب الصادر في طبعة أنيقة، أكثر من 1400 عنوان من بينها حوالي ألف مخطوط موزعة عبر المكتبات الإفريقية، والعديد من المؤلفات التلمسانية في كتب الفهارس والتراجم والطبقات والسير الموجودة مثلا في ''المكتبة الزينية'' في مالي ومكتبات ''وادان'' و''شنقيط'' الموريتانية، إلى جانب مكتبات أخرى في السنغال والنيجر وعواصم أوروبية وآسيوية وعربية• في هذا الإطار، يكشف الكتاب أن مكتبة جامعة الإسكندرية يبلغ رصيدها 1281 مخطوطا وتضم 1653 عنوانا ألف علماء تلمسان العديد منها على غرار ''الدرة الفريدة في شرح العقيدة..عقيد سيدي محمد بن يوسف'' للتلمساني محمد بن عمر بن ابراهيم الملالي، و''شرح العقيدة الصغرى للسنوسي لمحمد بن يوسف السنوسي''. كما تحتوي الخزانة العامة في العاصمة المغربية 4 آلاف مخطوط يعود كثير منها لعلماء تلمسان من بينها ''تحفة الأخيار في فضل الصلاة على النبي المختار'' لمحمد بن أبي الفضل قاسم الرصاع و''الطراز في ضبط الخراز'' لأبي عبد الله محمد بن يوسف بن عبد الله بن عبد الجليل التنسي. كما تضم الخزانة الحسنية المغربية أيضا 16 ألف مخطوط يعود عشرات منها للتلمسانيين. وفي السياق ذاته، نكتشف من خلا ل صفحات ''البيبليوغرافيا التلمسانية'' أن مكتبة ''جامعة غبادان'' في نيجيريا تحتوي مؤلفات جزائرية منها ''رسالة في أمور السلطنة'' لمحمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني، وذلك إلى جانب عشرات المخطوطات لا تزال موجودة في مكتبة المسجد الحرام بالسعودية ومكتبة القدس الشريف ومكتبة ''الغازي خسر بك'' في ''سراييفو'' بالبوسنة، والمكتبة القيصرية في العاصمة النمساوية ''فيينا'' والمكتبة الوطنية في باريس والعديد من المكتبات العالمية. وجاء في تقديم الكتاب أن تلك المخطوطات والمؤلفات دليل على ''ترسخ موهبة التأليف لدى علماء تلمسان من لدن الداودي، وهو من أوائل الشارحين لصحيح الإمام البخاري، أي منذ أكثر من عشرة قرون، وبفضلهم أصبحت العقائد فنا مغاربيا، ومؤلفاتهم مرجعا السواد العظم من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها''. من ناحية أخرى، أوضح مدير ''دار المعرفة'' فيصل هومة في حديث ل''البلاد''، أن الإصدار الجديد هو ثمرة تضافر جهود باحثين من مالي وموريتانيا، خصوصا صاحب مكتبة ''مما حيدرة'' في مالي التي تضم 22 ألفا من المخطوطات العربية والإسلامية من بينها ''مجالس المساطرة'' لمحمد بن محمد المقري التلمساني. واعتبر المتحدث أن الكتاب أنجز بفضل الدعم الذي قدمته وزارة الثقافة للناشرين، كما أنه يشكل مرجعا هاما للدارسين ويسهل لهم عملية البحث عن تلك المخطوطات والنفائس، مضيفا أنه يطرح موضوع ضرورة استرجاع تلك المخطوطات والكتب، أو على الأقل تسليم نسخ منها للجزائر.