اتهم الوزير الأول أحمد أويحيى، الدول المشاركة في ضرب نظام العقيد الليبي معمر القذافي بتنفيذ أجندتها الخاصة· وقال إنه لا توجد أي دولة ''تتحرك في سبيل الله، فلكل دولة أجندتها''· ورفض أويحيى ''التدخل في الشؤون الداخلية للدول··· لأن الجزائر لا تسمح بالتدخل في شأنها الداخلي ''، مضيفا أن ''للجزائر علاقة مع الشعوب وليس مع الأنظمة وتغيير النظام في دولة ما كما حدث في تونس يبقي العلاقة بامتيازاتها'' · ورأى أويحيى خلال استضافته الأربعاء في حصة حوار الساعة للتلفزيون الجزائري أن ''الأحداث في العالم العربي أعطاها الإعلام الدولي ترويجا خاصا''، مشيرا إلى أن بعض وسائل الإعلام تتطلع إلى نقل نفس مشاهد التغيير إلى الجزائر، رغم إقراره بأن الجزائر ''ليست جنة الديمقراطية، إلا أنها عرفت التغيير سنة 1989 وسارت فيه مدة 20 سنة بالرغم من آلام المأساة الوطنية''، مشيرا إلى الانفتاح السياسي الذي يميزه وجود 30 حزبا سياسيا على الأقل، منها سبعة ممثلة في البرلمان وأكد أويحيى أن الجزائر لا تعيش في مناخ دكتاتوري، بدليل أنها عرفت خلال العشرين سنة الأخيرة خمسة رؤساء· فيما لا يوجد بالجزائر مساجين أو منفيون سياسيون، مشيرا في ذات الوقت إلى الوسائل الإعلامية في الجزائر التي لا تتعرض للقمع ، وقال ''نحن ضد الوصول إلى الحكم عن طريق الأزمات أو زرع الخوف أو المراحل الانتقالية، والجزائر دفعت فاتورة غالية لبناء التعددية الديمقراطية والمؤسسات''، مضيفا إنه بالرغم من النقائص التي تعرفها التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الجزائر، فإنه لا يمكن أن نقارنها بأوضاع دول أخرى·وأكد الوزير الأول على أن ''الجزائر في غنى عن أي تغيير لأنها لا تعيش أزمة سياسية تستدعي إقالة الحكومة أو حل البرلمان أو تغيير النظام''، معتبرا الأطراف التي تدعو لذلك تسعى إلى خلق أزمة سياسية في البلاد· وأوضح أويحيى أن حل البرلمان وتشكيل مجلس تأسيسي مثلما تطالب بعض الأحزاب السياسية المعارضة يكون عادة في ظروف أزمة سياسية أو شلل مؤسسات الدولة، واللجوء إلى مجلس تأسيسي الآن يعني نكران 50 سنة من وجود الدولة الجزائرية· ورأى أن هذا الإجراء لن يقدم شيئا للجزائر ولن يعيد لها ما فقدته في سنوات المأساة ولا أموات سنة .196 ويفضل أويحيى الذهاب إلى نظام رئاسي في حال تم تغيير الدستور، لأن النظام البرلماني يؤدي إلى شلل تام للوضع''·وأشار أويحيى إلى''أن انتخاب مجلس تأسيسي يعني وضع دستور جديد وهذا من شأنه أن يعيد الجدل في الجزائر حول طبيعة الدولة ويعرض البلاد إلى مزيد من الفوضى''· وكشف الوزير في سياق متصل عن وجود سلسلة من الاجتماعات بين الرئيس بوتفليقة ومسؤولين في أعلى المستويات لبحث مشروع الإصلاحات السياسية الذي ينوي الرئيس بوتفليقة إطلاقه قريبا·لكن اللافت في الخرجة الجديدة للوزير الأول أنه لم يعد يستبعد ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية، حيث ذكر ضيف التلفوزيون ردا على سؤال حول ما إذا كانت له النية في الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، ''بتعليق الرئيس الفرنسي الأسبق، جيسكار ديستان، الذي أجاب عن ذات الموضوع قائلا إن ترشحه للرئاسة سنة 1974 كان مجرد ''التقاء إنسان مع قدره''، وقال أويحيى ''إن مثل هذا الرد الذي أتى من مسيحي سيكون له مغزى أكبر عندما يصدر من مسلم''، مشيرا إلى أن المسلم في المجتمعات العربية المسلمة شديد الارتباط بمفهوم ''المكتوب أو القدر''·60 بالمئة من أسباب ''ثورة الزيت والسكر'' مفتعلةكما اتهم أويحيى جهات بالوقوف وراء الاحتجاجات، وقال إن 60 بالمائة من الأسباب التي أدت إلى ما يعرف بانتفاضة الزيت والسكر هي مفتعلة، متهما أطرافا لم يرد أويحيى تسميتها، مكتفيا بالقول ''هم أصحاب مصالح في ذلك''·وحول غليان الجبهة الشعبية الراهن، وخاصة تلك التي اتخذت من محيط قصر رئاسة الجمهورية مسرحا لها، قال أحمد أويحيى ''الذين توجهوا إلى ساحة محمد الصديق بن يحيى منهم حقا للاحتجاج ولكن البعض الآخر مدفوعون''، وحتى هنا لم يسم الأطراف التي اتهمها بالتحريض على الاعتصام أمام قصر المرادية، إلا أنه أضاف بلهجة تخللها الكثير من السخرية ''هناك من يسعى ليخلق لنا ميدان تحرير''·