بات التوجه إلى المنطقة الصناعية بجسر قسنطينة مرورا عبر الطريق الرابط بين السكة الحديدية وحي الرملي القصديري 1 وبالضبط بالمنطقة المعروفة ب''لاساناس'' ضربا من المخاطر، حيث يشكل الوضع الأمني المفروض من قبل جماعات من الأشرار واللصوص خطرا حقيقيا بالدرجة الأولى على عمال وقاصدي المؤسسات الاقتصادية والتجارية الذين كثيرا ما يتعرضون للاعتداءت من قبل مجموعات من الشباب المنحرف التي اتخذت من المنطقة''مملكة'' لها لفرض نظامها الاعتدائي على كل من تخول له نفسه المرور على امتداد طرقات هذه المنطقة. ولا يسلم المارة من الراجلين وأصحاب المركبات المارين عبر هذا المحور من الكمائن التي تنصبها الجماعات اللصوصية من خلال الحواجز التي تقيمها بجذوع الأشجار من أجل الإطاحة بضحاياها، حسب شهود عيان، الذين أكدوا لنا أن هؤلاء اللصوص زرعوا الرعب والفزع في نفوس المواطنين، حيث يقومون بقطع الطريق أمام أصحاب السيارات والشاحنات المارة للسطو على السلع والبضائع المحملة وتجريدهم من ممتلكاتهم. وقال أحد الذين التقينا بهم بعين المكان إن هؤلاء المعتدون لا يفوتون فرصة الانقضاض على شخص ما يمر بهم إلا وجرّدوه من المال الذي كان بحوزته أو هاتف نقال وغير ذلك. وأضاف آخر أن السرقة بهذا الموقع ليس لها رادع. كما أن اللصوص يتعمدون حفر الطريق المؤدي نحو المجمع الصناعي للإيقاع بالمارين على هذا المحور، والذين أصبحوا يستعملون العديد من الوسائل الخطيرة لتحقيق مآربهم بأي شكل من الأشكال ولو كان ذلك على حساب المواطن، الأمر الذي أصبح يثير حفيظة سكان الضاحية، في حال ما لم تتدخل الجهات الوصية بغية احتواء الوضع. الفترة المسائية.. ''كوشمار'' وأجمع المتحدثون على أن جماعات الأشرار واللصوصية تنتهز بالخصوص الفترات المسائية لتنفيذ اعتداءاتها، لا سيما في ظل حلكة الظلام التي يضفيها الانعدام الكلي للإنارة العمومية بهذه المنطقة، إلى جانب عزلتها وتواجدها بعيدا عن المجمعات السكنية. كما أن هؤلاء اللصوص يجدون سهولة في الفرار نحو أي اتجاه يشاؤون. ويعتبر المواطنون أن ارتفاع نسبة الإجرام بهذه المنطقة، يعود في الأصل إلى تفشي ظاهرة البطالة وكذا ارتفاع عدد المتسربين من المدرسة، لاسيما من أبناء الأحياء القصديرية المحيطة بهذا المجمع الصناعي، إضافة إلى تدهور الحياة الاجتماعية والاقتصادية بها، حيث تشهد جرائم السرقة، الاعتداءات الجسدية وتعاطي المخدرات زيادة وارتفاعا محسوسا على مر الأيام، إلى جانب ارتفاع عدد المناوشات والمشاجرات، وكذا الاعتداء بالسلاح الأبيض. هذه الممارسات يرجعها بعض المواطنين، إلى افتقار هذه البلدية إلى مرافق الترفيه، حيث لا يجد الشباب المكان المناسب لقضاء أوقاتهم غير الشوارع والأماكن المشبوهة، حيث تكثر فيها المشاكل، والتي عادة ما تؤدي إلى وقوع مناوشات تفضي أحيانا إلى جرائم، وتنامي الفقر والحاجة، وهو ما ولّد حسبهم الانتشار الرهيب للآفات الاجتماعية نتيجة زحف شبح البطالة بحدة، بالإضافة إلى تقلّص دور الأسر والمدرسة من جهة أخرى. وغالبا ما تزداد عمليات السطو على المؤسسات الصناعية. وفي السياق ذاته، ذكر أحد العمال من المجمع الصناعي، أن الشركة التي يعمل بها تعاني من عدم توفر الخطوط الهاتفية منذ أكثر من سنة، حيث قام اللصوص بسرقة الكوابل النحاسية، وهي ليست المرة الوحيدة التي تتعرض فيها كوابل هاتف المؤسسة للنهب. وحسب مصادر مطلعة، فإن مسؤولي شركات هذا المجمع الصناعي سبق لهم رفع شكاوى وبلاغات لدى المصالح الأمنية لإخطارهم بالتراجع الأمني بهذه المنطقة، غير أن المصالح المعنية، يقول محدثونا، لا تستجيب لانشغالاتهم إلا في حال ما وقع ''أمر خطير''. من جهته، ذكر أحد المواطنين أنه صادف مجموعة من المنحرفين تضم ثلاثة شبان يتراوح سنهم ما بين 16 و20 سنة يعتدون في وضح النهار على فتاة كانت متوجهة إلى مقر عملها، حيث تم تجريدها من النقود التي كانت بحوزتها وخاتم الخطوبة الذي كانت تلبسه، ولدى محاولته إنقاذها تعرض للضرب المبرح ولم يتمكنوا من سرقته لأنه لم يكن يحمل سوى أوراق إثبات الهوية. ويطالب المواطنون القاطنون بهذه المنطقة المعروفة ب ''لاساناس'' من السلطات المحلية والأمنية، ضرورة التدخل العاجل لإيجاد حلول لأوضاعهم المزرية من خلال تحقيق الأمن بالمنطقة عن طريق شن حملات ودوريات بغية المتابعة الميدانية الفعلية لردع هؤلاء اللصوص، بالإضافة إلى تهيئة المنطقة لتحظى بحقها من المشاريع التنموية كباقي المناطق، وهذا من أجل إخراج هؤلاء الشباب من أوحال الانحراف والإجرام ومحاولة إدماجهم في عالم الشغل لتوقيف النزيف الخلقي الحاد قبل فوات الأوان.