كشف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي، عن مخطط رئاسي لتطوير جهاز الشرطة بعد سلسلة التغييرات التي طالت المدير العام للأمن الوطني ومدراء مركزيين وولائيين. وتحدث بدوي عن "ورقة طريق تتضمن محاور تقنية وعلمية وعملياتية سيجري تنفيذها من طرف القيادة الجديدة بتعليمات من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لإعطاء دفع آخر لهذا السلك الحيوي". ولم يتطرق وزير الداخلية إلى تفاصيل الخطوط العريضة لتطوير الجهاز لكنه لمح إلى أن سلسلة التغييرات الجارية تدخل في هذا الإطار. وأشاد بدوي، ب"الاحترافية الكبيرة" التي اكتسبتها الشرطة الجزائرية، معربا عن قناعته بأن هذا الجهاز سيعرف "قفزة نوعية" تحت قيادته الجديدة. وفي كلمة له خلال إشرافه على حفل تخرج دفعة موحدة لأعوان الشرطة بمناسبة الذكرى ال56 لتأسيس الشرطة الجزائرية، قال وزير الداخلية بأن ما سايره هذا الجهاز طيلة مسيرته "أكسبه احترافية وتحكم ويقظة في الميدان (...) جعل منه مدرسة تستلهم منها عديد المؤسسات الشرطية في العالم، خاصة في منطقتنا العربية وقارتنا الإفريقية". وأعرب الوزير عن قناعته بأن جهاز الشرطة "سيعرف قفزة نوعية تحت قيادته الجديدة"، مشيرا الى "العناية الكبيرة التي يوليها رئيس الجمهورية لجهاز الشرطة بمعية الاسلاك الأمنية الأخرى لأجل مرافقتها وتحقيق الأهداف التي تصبو إليها، وفق خطط علمية وعملية محكمة حتى تكون في مستوى التحديات الراهنة".وذكر في هذا الإطار أن قوات الأمن "تسهر على تجسيد سلطة الدولة في الميدان، وفقا لما يمليه عليها القانون، كما أنها مطالبة بتطبيق قوانين الجمهورية خدمة لراحة وأمن المواطن وحفاظا على سكينته وطمأنينته التي لا يمكن التهاون في تحقيقها". وقال الوزير إن "خير دليل على ذلك شهادة الأشقاء والأصدقاء الذين ما فتئوا يثنون في عديد المناسبات على المكانة الرائدة التي تبوأتها الشرطة الجزائرية على الصعيدين القاري والعربي، بحيث أثبتت جدارتها وقدراتها العالية في فك رموز جرائم معقدة ذات امتداد دولي في ظرف وجيز بما يؤكد المستوى الراقي لأداء المنتسبين إليها وتحكمهم التام في مناهج العمل الشرطي وحسن استغلال المعدات التكنولوجية الحديثة. مما جعلها مرجعا عمليا تستند إليه نظيراتها عند الحاجة". وأكد أن"سجل الشرطة حافل بالإنجازات في ميادين عديدة، فهي تبجل العمل الجواري كطريقة مثلى في إشراك المواطن بوصفه طرفا أساسيا فاعلا في المعادلة الأمنية وتحسيسه بمخاطر الجريمة بكل أنواعها وضمن حملات توعوية كعمل وقائي استباقي". وقد تميزت هذه الاحتفالية التي عرفت حضور أعضاء من الطاقم الحكومي وفعاليات المجتمع المدني، بإطلاق تسمية المجاهد الفقيد أحمد درايعية على مدرسة الشرطة للدار البيضاء، علما أن المرحوم قاد هذا السلك لأزيد من 12 سنة. كما حملت الدفعة المتخرجة اسم عون الشرطة حمامي نور الدين الذي اغتيل من طرف الجماعات الإرهابية سنة 1994.