تحول أمس مبنى رئاسة الجمهورية بالمرادية إلى قبلة لمختلف فئات المحتجين والقادمين من مختلف ولايات الوطن، حيث حول المعتصمون أحد مواقف النقل الحضري القريبة من الرئاسة إلى ساحة للاحتجاج ضمت أربعة اعتصامات في الوقت نفسه، وذلك بعد أن طوقت قوات الأمن المحتجين ومنعتهم من الوصول إلى مبنى الرئاسة. ويتعلق الأمر بكل من ضحايا الأخطاء الطبية وعائلاتهم الذين طالبوا في اعتصامهم رئيس الجمهورية باستحداث لجنة خاصة توكل إليها صلاحية التحقيق في هذه الأخطاء قبل أن تمرر القضايا إلى المحاكم حيث يتم الفصل فيها. واتهم المعتصمون مجلس أخلاقيات المهنة بالتواطؤ في كثير من الحالات المفضوحة باعتبار أن من يرتكب ما وصفوه بالإرهاب الطبي هم زملاء المهنة وأن الإقرار ببعض الأخطاء الساذجة المؤدية إلى عاهات مستديمة لا يخدم سمعة المهنة، مستدلين ببعض الحالات التي حضرت الاعتصام من بينها شاب في العشرين من عمره أجريت له 7 عمليات على العين في ظرف شهر ونصف ليفقد بعدها البصر. كما طالبوا بتعويض الضحايا عن هذه الأخطاء التي حرمتهم الحق في العمل والحياة العادية والتكفل ببعض العاهات القابلة للشفاء. وغير بعيد عنهم، وقف 150عاملا بشركة مطاحن الشرفة بدائرة سيف في ولاية معسكر الذي أكدوا أنهم طرقوا جميع الأبواب قبل أن يقرروا القدوم إلى رئاسة الجمهورية لإنصافهم ممما أسموه ظلم مدير الشركة، متيجي حسين، الذي امتلك الشركة بعد خوصصتها سنة .2005 وحسب العمال فإنه ورغم أن المدير أمضى الاتفاقية الجماعية الخاصة بالعمال، إلا أنه لم يحترمها بل حرمهم حق التأمين والعلاوات والأجر القاعدي المعمول به. حيث لا يتعدى أجر الكثير منهم مبلغ 11 ألف دج منذ سنة ,1983 وبالمقابل قام المدير بتوظيف بعض المتقاعدين بأجور تصل إلى 10 ملايين سنتيم. وأضاف المعتصمون أن كرامة العمال تمتهن يوميا من قبل المدير وابنه الذي يتخذ من الشركة ملجأ للسكر والعربدة، وصرح بعضهم أنهم اضطروا إلى بيع هواتفهم النقالة ليتمكنوا من الحضور إلى الرئاسة لأنهم لم يتلقوا أجورهم منذ شهرين كاملين. وفي المكان نفسه اعتصم أساتذة الجنوب المجازون للمطالبة بتطبيق المرسوم التنفيذي 95300 القاضي باستفادتهم من منحة السكن للجنوب والمقدرة ب 5 آلاف دج، مؤكدين أن مصالح الوظيفة العمومية أقرت حقهم في الاستفادة بعد مراسلتهم إياها، إلا أن القرار لم يطبق لحد الآن. فيما جدد الأطباء المقيمون اعتصامهم لليوم الثاني على التوالي بعد أن قضى بعضهم الليل هناك مرتدين المآزر البيضاء ومرددين شعارات تؤكد تمسكهم بالاعتصام المفتوح، ومطالبة الرئيس بالتدخل لتلبية مطالبهم التي رفضت مصالح الرئاسة استلامها.