تعرف الصيدليات في الجزائر فقدان 15 نوعا من الأدوية الواسعة الاستهلاك لأصحاب الأمراض المزمنة، وفي جولة استطلاعية قادت ''البلاد'' إلى عدد من صيدليات العاصمة كشف لنا أصحابها عن نقص حاد في توفير أدوية ضرورية للمصابين بأمراض مزمنة وخطيرة ما قد يؤدي إلى تدهور أوضاعهم الصحية في حال غياب هذه العقاقير بل وأصبح يهدد حياة كثير منهم بالموت المؤكد كما هو الحال بالنسبة لمرضى السرطان. وذكر الصيدليون الذين استطلعتهم ''البلاد'' أن ندرة هذه الأنواع من الأدوية دفعت بمستخدميها إلى استنجاد بعضهم بذويهم المغتربين للحصول على تلك الأدوية بأسعار ملتهبة قد يعجز كثيرون عن توفير ثمنها. ومن العقاقير المفقودة التي عجزت مصالح ولد عباس عن توفيرها رغم الوعود الكثيرة والكلام المعسول الذي يخرج به المسؤول الأول على القطاع في نشرات الثامنة عبر التلفزيون، دواء ''ألدوميتيل'' و''ألدومات'' الخاصين بالنساء الحوامل اللائي يعانين من ارتفاع ضغط الدم والذي يسبب فقدانهما موت الجنين ومضاعفات خطيرة على الأم قد تودي بحياتها. كما يشكّل فقدان دواء ''إيميسات'' خطرا حقيقيا على المرضى المصابين بمرض السرطان بأنواعه ومن الأدوية المفقودة أيضا تلك الخاصة بالأمراض العصبية على غرار دواء ''ليفوماد'' الضروري لحالات الهيجان التي تنتاب المصابين بالأمراض العقلية وأرجع الصيادلة الذين التقتهم ''البلاد'' في جولتها أزمة الأدوية هذه إلى عملية الاحتكار التي يقوم بها بعض موزعي الأدوية في الجزائر وأكدوا أن النظام المعمول به بين شركات الإنتاج والموزعين يشجع هؤلاء على الاحتكار كون الموزع يستطيع إرجاع الأدوية غير المسوقة نهاية السنة إلى الشركة المنتجة ويستفيد من التعويض عليها. كما أكد الصيادلة أن تخفيض الدولة لسعر بعض الأدوية المدعمة أقلق بعض المحتكرين وقدموا في حديثهم ل''البلاد'' مثالا على دواء ''زوميتا'' الخاص بمرضى السرطان الذي انتقل سعره من 40 ألف دج نتيجة استيراده من أوروبا إلى 13 ألف دج بعد أن صار ينتج محليا وهو ما دفع المحتكرين إلى افتعال ندرة الدواء عن طريق تخزينه حتى يلجأ المريض إلى اقتناء المتنج الأوروبي بسعر 40 ألف دج. وأضاف بعض الصيادلة أن الغريب في الأمر كون بعض الأدوية المنتجة محليا من طرف شركة صيدال والمفقودة في الجزائر تتوفر بصفة عادية خارج الوطن وهو ما وقف عليه بعض المواطنين في العام الماضي عندما كان المرهم الخاص بمرضى العيون والمسمى '' كلوموسين'' مفقودا في الجزائر ومتوفرا في تونس بصفة عادية الأمر الذي يطرح غياب الوصاية كلية عن تنظيم السوق وإنهاء حكم المحتكرين المتلاعبين بأرواح البشر وكانت بعض وسائل الإعلام الجزائرية قد تحدثت عن معاتبته مصالح رئاسة الجمهورية لولد عباس عن الفوضى التي يشهدها قطاعه وطريقة تعامله مع الإضرابات العمالية وفوضى سوق الأدوية والاعتمادات الخاصة بالخواص ونقص الأدوية وأعطته أوامر مباشرة للتكفل بهذه المشاكل التي تثير سخط المواطنين وعمال القطاع.