البلاد - حليمة هلالي - عرفت أغلب البقوليات، على غرار العدس والفاصوليا الجافة والحمص، ارتفاعا نسبيا في أسعارها، قدره العارفون بحال السوق بنسبة 20 بمائة، وارتفعت هذه النسبة مع نهاية 2018 وبداية 2019. وتعود أسباب التهاب الأسعار إلى كثرة الطلب عليها في ظل تراجع إنتاجها، سيما وأن أغلب هذه المواد مستوردة وتم منعها استيرادها في ظل تقليص الحكومة لفاتورة الاستيراد بعدما استنزفت أموالا طائلة عليها. أصبحت الزيادات العشوائية في الأسعار وفرض التجار لأسعار السلع وفق منطقهم السمة الغالبة والبارزة في أسواق التجزئة، فلم يعد المستهلك على دراية بأسعار الخضر والفواكه، ولا حتى المواد الغذائية التي تشهد هي الأخرى زيادات من 5 إلى 20 دج من يوم لآخر، في ظل غياب الرقابة التي تضبط أسعار السوق، وتحمي ذوى الدخل المنخفض من جشع المضاربين والمحتالين.
هذه هي أسعار "اللوبيا" و"العدس" في أسواق التجزئة وحسب جولة استطلاعية ل«البلاد" بالأسواق اليومية، فإنه ورغم الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها أسعار المواد الغذائية في العام الماضي، إلا أن تجارا تحدثنا إليهم " لا يتوقعون انخفاضها في العام الجديد، بل يرون أن الاحتمال الأكبر هو مزيد من موجات الغلاء بسبب منع استيراد أغلب المواد، وكذا إضافة رسوم جديدة على تلك التي يتم استيرادها. المقابل، قمنا برصد أسعار اللوبيا والحمص والعدس، التي تراوحت كالتالي، فالنسبة لسعر الفاصوليا الجافة أو"اللوبيا" قدر سعرها بين 250 و230 دج للكلغ الواحد، بعد أن كانت ب190 دج للكلغ، في حين بلغ سعر الحمص حوالي 290 دج للكلغ الواحد، بعد أ كان 230 دج للكلغ الواحد. أما بالنسبة لسعر العدس، فقد تراوح سعره بين 160 و170 إلى 180 دج للكلغ الواحد.
"البقوليات" الطبق الرئيسي في فصل الشتاء عند أغلب الجزائريين وحسب ما أفاد به رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الحاج طاهر بولنوار، في اتصال هاتفي أمس، أن أسعار الحبوب الجافة تعرف زيادات تتراوح بين 20 بالمائة للكلغ، خصوصا وأن الطلب على هذه المواد يزيد مع بداية فصل الشتاء، مشيرا إلى أن الطلب على البقوليات زاد منذ أربعة أشهر. وتزامن ارتفاع أسعار البقوليات مع ارتفاع الطلب عليها في المطاعم المدرسية والجامعية، وحتى في المطاعم الخاصة. وأمام تزايد طهيها عند العائلات الجزائرية، اغتنم التجار فرصة الطلب عليها وقلة العرض للرفع من أسعارها. وفي هذا الصدد، أكد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، أن الباقوليات تعدّ من أساسيات المطبخ الجزائري، في الوقت الذي منعت الحكومة استيرادها مقابل الإنتاج الضعيف الذي حققته هذه الشعبة.
نفاذ المخزون من البقوليات يرجحها لزيادة تصل إلى 30 بالمائة وحذر بولنوار من إمكانية تعرض هذه المواد لزيادات أخرى في ظل منع استيرادها ونفاذ مخزون المستوردين والتجار، وعدم تحقيق إنتاج يلبي احتياجات الطلب الوطني من هذه الشعبة. وقال بولنوار، إن كل هذه الظروف ستدفع الأسعار لزيادة تقدر بنسبة 30 بالمائة بسبب الاحتكار والمضاربة من قبل التجار. وأفاد بولنوار، أن الحل الوحيد الذي يمنع الزيادة في الأسعار هو زيادة في الإنتاج.
أرقام الديوان الوطني للحبوب عكس ما هو موجود في الأسواق ذكر الديوان الوطني للحبوب أرقاما تؤكد أن نسب الإنتاج للموسم 2018 في إنتاج البقوليات والقمح بنوعيه الصلب واللين لا بأس بها. وأكد الديوان أن البقول الجافة فاق إنتاجها 1.3 مليون قنطار، منها 100 ألف قنطار عدس، و100 ألف قنطار حمص، وهذا يدخل ضمن خطة الديوان المهني للحبوب للقضاء على الإستيراد السنوات القادمة. وتم اتخاذ إجراءات كبيرة من قبل الديوان لدعم الفلاحين للتخفيف من الاستيراد الذي أتعب الحكومة، من خلال دعم الفلاحين على شكل منح قرض وبذور وأسمدة، وكل ما يخص العملية لتسهيل هذه المهمة، وهناك عقد لشراء المنتوج عنهم. ويعتمد الديوان خطة من أجل خفض سعر كل من العدس والحمص إلى حدود 130 دينارا جزائريا للكيلوغرام، غير أن أرقام الديوان لم تفرض نفسها في الأسواق الجزائرية، والدليل أن معظم المنتوجات المتوفرة مستوردة، وما تبقى من مخزون السنة الماضية، وبالتالي فإن نسب الإنتاج الوطني لا تغطي الكم الهائل من الطلبات.