أوضح الروائي والكاتب المسرحي بوزيان بن عاشور لدى تقديمه مساء أول أمس، روايته ''قريبا ستنتهي المعاناة'' الصادرة مؤخرا عن دار ''الناشر الصغير'' الفرنسية بفضاء ''المقهى الأدبي'' في اتحاد الكتاب الجزائريين، أنه حاول في هذا العمل كسر الحواجز و''الطابوهات'' التي لم يتطرق إليها الأدب الجزائري، وذلك من خلال تطرقه إلى علاقة حب تجمع بين رجل جزائري مسلم متدين وفرنسية مسيحية. واعتبر أن روايته تلامس جانبا من الواقع كونها تعالج ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي أثارت احتجاج العديد من الدول الأوروبية على رأسها فرنسا، مشيرا إلى أن ''الحرفة'' في روايته ليست من أجل ''الخبز'' كما قد يتصورها البعض، لأن البطل فيها يتنقل إلى الضفة الأخرى بحثا عن ''الحب''. وأكد المتحدث أن ''قريبا ستنتهي المعاناة'' تعكس ذاتيته وخصوصيته الإبداعية التي حاول فيها الابتعاد عن تقليد ومحاكاة من سبقوه في الكتابة الروائية، مضيفا أنها مزج بين لغة الرواية ولغة ''الروبورتاج'' التي تميز الكتابة الإعلامية ولم يستطع التخلص منها لممارسته لها قرابة 30 سنة. وبخصوص انتقاله إلى الكتابة الروائية رغم ولعه بالمسرح الذي شكل بداية انطلاقته الإبداعية، أوضح صاحب ''بندقية أكتوبر'' أن ذلك يرجع إلى العراقيل التي يتلقاها في ''تجسيد'' المسرحية على الخشبة؛ بداية من صعوبة إيجاد مخرجين وممثلين في مستوى العمل الذي يقدمه، وصولا إلى قلة فضاءات التمرين التي يتطلبها العمل المسرحي بخلاف الرواية التي تكتفي فقط، بمدى قدرة الكاتب على الإبداع الذاتي. كما أرجع بوزيان سبب نشر الرواية بفرنسا إلى القيمة التي تكتسيها الرواية المطبوعة هناك، ورغبته في استقطاب أكبر نسبة من القراء، خصوصا أن الرواية مكتوبة بالفرنسية. وأشار إلى أن الموضوع المحوري للرواية الذي يجسد قصة حب بين متدين مسلم ومسيحية حفيدة أحد ''الأقدام السوداء''، إضافة إلى ظاهرة ''الحرفة''، هو الذي جعل دار ''الناشر الصغير'' ترحب بالفكرة وتتولى مهمة النشر، وذلك لأهمية المسائل المطروحة فيها بالنسبة لهم. من جهة أخرى، تتناول رواية ''قريبا تنتهي المعاناة'' قصة حب تنشأ بين رجل كفيف متدين من الغرب الجزائري وحفيدة معمر فرنسي شاء القدر أن يجمعهما في مقبرة مسيحية، وذلك بعدما دخلها الكفيف الذي كان يتردد يوميا على مقابر المسلمين للترحم على أرواحهم من غير قصد. ولدى سماع تلك الفرنسية له وهو يرتل بعضا من القرآن الكريم ظنا منه أنه بمقبرة للمسلمين، تعجبت لحلاوة صوته وطلبت منه أن يفعل الشيء نفسه على قبر جدها، لتتسارع الأحداث وتنشأ علاقة حب بينهما، غير أنها تفشل برحيل الفرنسية إلى وطنها إثر وفاة مولودها غير الشرعي من ذلك الكفيف، وهو ما اضطره إلى ''الحرفة'' من أجل اللحاق بها ليقع في قبضة حراس السواحل ويوضع بمركز مخصص للمهاجرين المحجوزين. وهناك ينقل إلى حبيبته وضعيته المزرية رفقة ''الحرافة'' بذلك المركز، وكذا معاناته من جراء تركها له، وذلك عن طريق رسائل صوتية.