البلاد - م.بوذيبة - يعيش العشرات من الصيادين بميناء القل غربي ولاية سكيكدة وضعية مزرية قد تؤدي بالكثير منهم إلى ترك هذه المهنة والتوجه نحو مهن أخرى. هذا ويطالب المعنيون بالأمر من الوزارة الوصية بالتدخل العاجل من أجل إنقاذهم من الوضعية المهنية والاجتماعية التي يعيشونها، بعدما وجدوا أنفسهم في الآونة الأخيرة مهددين بحجز سفنهم التي استفادوا منها في إطار برامح دعم الشباب من أونساج وكناك، خاصة أنهم ملزمون بتسديد الديون المترتبة عليهم من القروض التي استفادوا منها، ومنهم من تلقى بلاغات من البنك بتسديدها في أقرب الآجال بعد انتهاء المهلة المحددة بثلاث سنوات. الصيادون وأمام تراجع المنتوج البحري ومحاصرتهم بالأعباء المختلفة، فضل البعض منهم التخلي عن مهنة الصيد والبحث عن عمل آخر، لأنهم عجزوا عن تلبية حاجيات أسرهم اليومية. وفي اتصال مع "البلاد" أكد البعض منهم أنهم استفادوا من قروض بنكية تصل إلى مليار سنتيم من أجل شراء سفن وقوارب للصيد، لكنهم وجدوها دون معدات، وتطلب الأمر اللجوء للاستدانة لتجهيزيها، وبعد مرور ثلاث سنوات وجدوا أنفسهم مطالبين بتسديد مستحقات القروض التي تصل إلى 200 مليون سنتيم. وفي ظل عدم تمكن هؤلاء الصيادين من تسديد ديون البنوك فإنهم مهددون بحجز سفنهم في حالة عدم الالتزام بتسديد القروض. وحسب رئيس جمعية الصيادين بميناء القل فإن معاناة الصيادين كبيرة جدا ولا تقتصر على قضية تسديد الديون الناجمة عن القروض فقط، بل يواجهون جملة من المتاعب في ظل تراجع الثروة السميكة والمشاكل المحيطة بالميناء منذ سنوات، حيث يشهد الميناء حسب رئيس الجمعية تدهورا أمنيا مستمرا بسبب السماح للغرباء الدخول إليه ليلا ونهارا بالرغم من الشكاوى المقدمة من ملاك السفن والصيادين، إضافة إلى التجاوزات الخطيرة المتمثلة في سرقة عتاد الصيادين من المراكب وتمزيق الشباك وحتى إضرام النار في بعض القوارب والمبيت في السفن، وغيرها من المشاكل، وبقاء أبواب الميناء مفتوحة بالرغم من طلب المهنيين بإغلاق الجهة الغربية للسماح للصيادين بإصلاح شباكهم، وتخصيص حظيرة للسيارات التي تأتي من مختلف المدن الشرقية ويقوم أصحابها بممارسة مهنة الصيد أو التجول على أطراف الميناء.