البلاد - رياض.خ - نجحت المجموعة الاقليمية لدرك وهران، نهاية الاسبوع الماضي، في تفكيك ثلاث شبكات خطيرة في تهريب المهاجرين غير الشرعيين إلى السواحل الاسبانية، وتتشكل العصابات التي كانت عناصرها محل بحث واسع، من 12 شخصا، بمعدل أربعة أفراد في المجموعة الأولى تتراوح اعمارهم بين 23 و40 عاما، بينهم خمسة اشخاص لهم سوابق عدلية في قضايا إجرامية جنائية مختلفة. وحسب المعطيات التي حصلت "البلاد" عليها، فإن العملية الهامة جدا التي أنجزتها فرقة مختصة في مكافحة الهجرة غير النظامية، جاءت على إثر عمل استعلاماتي دقيق بالتنسيق مع فصيلة الابحاث للمجموعة ذاتها، مكنت من توقيف المدعو" روجي" البالغ 35 سنة، بالقرب من مقهى شعبي مبحوث عنه كثيرا لتورطه في تسفير 15 شابا بينهم لاجئان سوريان بتاريخ 22 نوفمبر من العام الماضي وأحبطت قوات خفر السواحل هذه المحاولة الفاشلة، وفور توقيفه وإخضاعه للتحقيق المعمق، أفضت اعترافات هذا الاخير إلى تحديد هويات شركائه انطلاقا من إيقاف اربعة متهمين بالقرب من شاطئ بوزفيل في عين الترك بصدد التحضير لعملية تهريب 10 شبان من ولايتي الشلف والجلفة وحجز قارب صيد وكامل معدات "الحرڤة". وطبقا لما اورده المصدر، فإن العملية رافقتها تحقيقات اخرى وفي اقل من 12 ساعة، تمت الإطاحة برأس شبكة ثانية يدعى "هواري" يقيم بحي "بلانتير" وسط مدينة وهران، مسبوق قضائيا، جرت عملية القبض عليه داخل مقهى بالحي نفسه، ليدلي هذا الأخير بمعلومات وافية عن خارطة طريق شبكته التي كانت تتأهب لتدبير رحلة سرية من "بومو بلاج" على بعد 18 كلم غرب وهران، وذلك بتهريب 14 شابا بينهم رعايا أفارقة، حسبما أفاد به مسؤول أمني "البلاد"، الذي ذكر أن العصابة الثانية كانت تقوم بالترويج لعمليات "الحرڤة" عبر أشرطة فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، ومكنت هذه العملية من توقيف 4 أشخاص بينهم العقل المدبر "هواري". فيما لم يتسن توقيف المرشحين للهجرة غير الشرعية لعدم قدومهم إلى نطقة انطلاق الزورق المطاطي المحجوز، نتيجة تفطن بعضهم إلى العملية الأمنية. وتشير المصادر الأمنية إلى أن العملية الثالثة التي قادتها فرقة خاصة عن المجموعة الولائية لدرك وهران، أسفرت عن توقيف 4 متهمين آخرين داخل ورشة سرية بالقرب من شاطئ "عين فرانين " بحوزتهم 72 مليون سنتيم التي تشكل عائدات تهريب 6 شبان تم توقيفهم بعد نصف ساعة فقط من وضع اليد على افراد شبكة تهريب البشر، بعد اقتياد المهربين إلى الشاطئ، بعدما كان الحراڤة ينتظرون موعد استلامهم العتاد المستعمل في الابحار السري نحو سواحل "تنيريفي "جنوب شرق إسبانيا، كونها خالية من مسارات بحرية خطرة ويصلها ما لا يقل عن 300 مهاجر اسبوعيا من الجزائر والمغرب، وفق تقديرات لجهات أمنية مختصة. هذه الشبكات السرية المفككة في عمليات منفصلة في ظرف قياسي من قبل المجموعة الاقليمية لدرك وهران، وفرت معطيات بإجهاض 5 رحلات سرية كانت مدبرة للانطلاق من شواطئ مداغ 1، بوزفيل، بومو بلاج، والنجمة والسواحل الشرقية لوهران على غرار ارزيو ومرسى الحجاج، بينهم رعايا افارقة وشبان قادمين من 4 ولايات، تم توقيف 6 منهم فقط، لتفطن الجميع للعملية الأمنية التي خصتت أصلا للايقاع بشبكات تسفير البشر إلى اسبانيا. وتأتي هذه العمليات، مواصلة للجهود المبذولة من طرف وحدات الدرك في غرب الوطن، التي تمكنت في ظرف أسبوع، من الاطاحة بأزيد من 9 شبكات سرية لتهريب المهاجرين غير الشرعيين بالعملتين الصعبة والوطنية إلى شبه الجزيرة الايبيرية ّوذلك في كل من تنس شمال الشلف، عين تموشنت، هنين بتلمسان، أولاد اتلكيحل بعين تموشنت وشواطئ عين الترك بوهران، امتثالا، وذلك ضمن للمخطط الأمني الواسع الذي وضعته القيادة العسكرية في القضاء على هذه العصابات كمبدأ لكبح جماح ظاهرة الهجرة غير النظامية في ربوع الوطن، على اعتبار أن كل التقارير الأمنية تؤكد تحول أدوار الشبكات واعتمادها على تقنيات جديدة لايصال موجات جديدة من الحراقة إلى بلاد الاندلس من خلال تحويل مسارات بحرية جديدة للتهريب.