أطلق وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، موسى بن حمادي، انتقادات حادة ضد المسؤولين في المتعامل العمومي للهاتف النقال ''موبيليس''، متهما إياهم بضعف الأداء والتقصير في تنمية الشركة العمومية، مقارنة بالنجاحات الحاصلة لدى منافسيها الخواص وتحديدا ''جيزي'' التي قال عنها ''بالرغم من المشاكل والعراقيل التي واجهتها، فإنها رفعت نسبة المشتركين إلى أكثر من مليون زبون جديد ''·وفي خطوة غير مسبوقة، وجه الوزير، انتقادات لاذعة ومفتوحة إلى مسؤولي ''موبيليس'' و''اتصالات الجزائر'' في آن واحد حول كيفية تسييرهم للشركة العمومية، متهماً إياهم ب''الإخفاق في التسيير ومواكبة المنافسة، والتضليل بالأرقام''، بشأن نوعية الشبكة·وبلهجة غضب، قال بن حمادي ''الأسباب لم تتضح بعد، حول أسباب انخفاض عدد مشتركي موبيليس في الهاتف النقال· فيما ارتفع عدد مشتركي جيزي بأكثر من مليون مشترك''، موجها لومه لمدراء وإطارات الشركتين بالقول ''أنتم لا تفرضون أنفسكم ولا تعملون شيئا من أجل ذلك·· مما يعكس الأوضاع المتردية والخطرة بشأن تحقيق أرقام تفتخر بها الشركة العمومية، بل وتنذر بإخفاق أوسع وأكثر إن واصلتم بنفس المنهجية''·ووجه الوزير انتقادات مماثلة بشأن عدم استغلال ''موبيليس'' للأزمة التي عرفتها شركة أوراسكوم تليكوم الجزائر، وهو ما أحسن المنافس الثاني ''نجمة'' استغلاله بطريقة ذكية من قبل المشرفين على تسيير المؤسسة·وأورد، في هذا السياق، ''إن الفشل سيكون حليفكم، إن احتلت نجمة الرتبة الثانية، فبعد ذلك لن تتمكنوا من استرجاع مكانتكم ولا فرض أنفسكم''·ودعا إلى إجراء إصلاحات في المؤسسة بما يواكب المنافسة الشرسة في سوق الهاتف النقال، مستدركا قائلاً ''مازال أمامنا الوقت لاختيار الذين يمتلكون الكفاءة لتطوير الشركة حول الاستعدادات التي نحتاجها من أجل المنافسة''·عقوبات مالية ضد متعاملي النقال الذين يقدمون تقارير مغلوطةوطالب الوزير، في ذات السياق، المتعاملين الثلاثة بتقديم أرقام حقيقية عن نسبة التغطية التي يضمنونها بالولايات، مشيرا إلى أن سلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية ستفرض عقوبات مشدّدة على كل متعامل تكتشف عدم مصداقية الأرقام التي يقدمها، من خلال إلزامه بدفع غرامات مالية مشدّدة·وفي معرض حديثه إلى مسؤولي اتصالات الجزائر، قال الوزير إن المجمع العمومي بات يتسم بعدم الفعالية، حيث إنه لم يستطع حتى إلزام زبائنه بدفع الفواتير، بحجة خروج كافة موزعي البريد إلى التقاعد وهو ما وصفه بالكارثة، مشدّدا على ضرورة توظيف سعاة جدد، إضافة إلى إلزام الزبائن بدفع مستحقات اتصالات الجزائر عبر الأنترنت وحتى عبر التواصل معهم عن طريق الهاتف الثابت· ومنح الوزير مهلة للمجمع العمومي حتى نهاية السنة، لربط كافة المؤسسات التربوية بشبكة الهاتف الثابت والأنترنت·من جهة أخرى، كشف بن حمادي أن بنك الجزائر مطالب بتزويد مراكز البريد المتواجدة عبر مختلف بقاع التراب الوطني والمقدّر عددها ب 3400 مركز بما يعادل شهريا 180 و200 مليار دينار للتمكن من سد احتياجات الزبائن