علمت ''البلاد'' من مصادر مطلعة، أن شركة ''موبيليس'' المتعامل العمومي الوحيد في سوق الهاتف النقال بالجزائر، تعيش هذه الأيام على وقع أزمة داخلية كبيرة تسببت في تقديم عدد من إطارات الشركة استقالاتهم الجماعية للإدارة في حين فضل آخرون وضع طلبات بالإحالة المبكرة على التقاعد. وأرجعت مصادر ''البلاد'' السبب في ذلك إلى الخطوات الأخيرة التي باشرها المجمع العمومي الوصي على ''موبيليس''، في إشارة إلى مجمع ''اتصالات الجزائر''، حيث قالوا إنه شرع على حد تعبيرهم بعملية ''إنزال مفاجئ'' لإطاراته من أجل تنصيبهم لتولي أهم الوظائف الإستراتيجية داخل الشركة، مما أجبر إطارات ''موبيليس'' على طلب الاستقالة أو الذهاب نحو التقاعد المبكر، بعدما وجدت نفسها معزولة عن تسيير شؤون الشركة التي كانت مستقلة الإدارة في عهدتي الهاشمي بلحامدي ولوناس بلحراث، قبل أن تصبح الآن تسير مباشرة من قبل المديرية العامة ل''اتصالات الجزائر''. وفي السياق ذاته، أشارت مصادرنا أن إرسال إطارات مجمع بن حمادي للسيطرة على المناصب الحساسة في ''موبيليس''، جاء على حساب تهميش الإطارات السابقة سيما مدير قسم التجارة والتسيير ومدير قسم الهياكل التقنية، ومدير الشؤون العامة، وهي أبرز المناصب المؤثرة في قرارات الشركة العمومية. من جهة أخرى، أوضحت المصادر التي تحدثت ل''البلاد'' من داخل صانعي القرار بالشركة، أن هذه الإجراءات ليست السبب الوحيد الذي دفع بهم لتقديم طلبات الاستقالة والإحالة على المعاش، إنما كون غياب وجود إستراتيجية لتنمية الشركة ورفع رصيدها وعدد زبائنها في سوق الاتصالات بالجزائر، جعل ''موبيليس'' غائبة تماما عن منافسة باقي المتعاملين الناشطين بالساحة، وبهذا الخصوص اتهم بعض هؤلاء الإطارات مسؤولي ''اتصالات الجزائر'' بتركيز اهتماماتهم للهيمنة فقط على موبيليس والتحكم في زمام الأمور بها عبر فرض إطاراتها وتهميش آخرين أقدم منهم بالشركة، بدل عملهم على ترقيتها وجعل الشركة العمومية تتنافس على استقطاب بعض حصص ''جيزي'' التي فقدتها عقب الأزمة الأخيرة التي نشبت بين الجزائر ومصر وأثر بشكل ما على عمل مؤسسة ''أوراسكوم'' في الجزائر. وتساءلت مصادرنا، كيف يقوم المسؤولون بتغيير الإطارات بأخرى في وقت بلغت فيه المنافسة أشدها وخاصة أمام الإستراتيجية التي تبنتها وطنية تليكوم الجزائر الحاملة للعلامة التجارية ''نجمة'' باعتماد إستراتيجية تسويق فعالة مكنتها من الاستحواذ على أكثر من مليون ونصف مليون مشترك جديد في ظرف قصير للغاية. كما صبت الإطارات التي التقتها ''البلاد'' جام غضبها على المسؤولين الذين قالت إنهم لم يغتنموا فرصة الأزمة التي مرت بها ''جيزي'' منذ أكثر من سنة حينما خفضت استثماراتها بالجزائر. ولم تستفد من رحلة البحث عن مشتركين جدد وتدعيم مركزها في السوق، خاصة في ظل المشاكل التي يعاني منها المتعامل رقم واحد في سوق النقال سيما مع مصالح الضرائب، مؤكدين حسبهم أنه كان في مقدور ''موبيليس'' استرجاع هؤلاء الزبائن الذين غيروا شرائحهم لولا اهتمام المسؤولين بالاستحواذ على المناصب وسياسة الهيمنة ووضع اليد على الشركة. وأوضحت مصادرنا أنه في الوقت الذي تسعى فيه الشركات الأخرى إلى إحراز نمو لها، لم تقدم موبيليس أية إستراتيجية للحفاظ على نسبة النمو لديها ووجدت نفسها في وضعية لا تحسد عليها، بعد إدخال تغييرات كثيرة على نمط تسييرها ولم تعد الشركة التي كانت في عهد الرئيس المدير العام السابق الهاشمي بلحمدي الذي نجح في استعادة ثقة الزبائن، وتمكن خلال عام واحد من تحقيق المشترك رقم مليون في نهاية 2004 بعدما كانت تحوز على حوالي 200 ألف مشترك فقط بنهاية 2003 قبل أن تعد الشركة إلى التباطؤ واللانمو بعد إحداث تغييرات من طرف الوزير السابق بوجمعة هيشور وبعد أن استأنفت نموها في عهدة لوناس بلحراث الذي تمكن من تحقيق نسبة نمو ب20 بالمائة خلال السنة الأولى التي تولى فيها بلحراث ما بين2007 إلى 2008 كما تمكن من تحقيق تطور أيضا في 2008 إلى 2009 وبعد أن تمكن من تجاوز أزمة التغييرات أطلت على موبيليس تغييرات جديدة.