زعيم الأرندي يتخلى عن ذراعه الأيمن شهاب صديق البلاد - زهية رافع - عقد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى اجتماعا استعجاليا مع أمناء المكاتب الولائية للحزب على وقع زلزال عنيف ضرب استقرار الحزب بسبب دعوات الإطاحة بأويحيى من على رأس الحزب، فضلا عن الانشقاقات التي مسته بعد استقالات جماعية، وكذا تحركات غير مسبوقة ومشبوهة لقيادات بارزة داخل الحزب ضد توجه الأمين العام أحمد أويحيى الذي يعيش أسوأ سيناريو منذ توليه شؤون الحزب. غاب الناطق الرسمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي والذراع الأيمن لأحمد أويحيى عن اجتماع الأمناء الولائيين، حيث أكدت مصادر مقربة أن غياب شيهاب صديق جاء بعد قرار إقالته من المكتب الوطني عقب التصريحات التي أدلى بها مؤخرا حيث كشف عن وجود قوى غير دستورية تسير البلاد من 6 سنوات، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حين أكد أن الأرندي كان ضد ترشيح بوتفليقة لعهدة جديدة، لكن لم تكن لديه الجرأة للتعبير عن ذلك، معتبرا أن موقفه هذا كان جزءا من الأزمة الحالية، واعترف بالخطأ في قراره. تصريحات شيهاب صديق عززت التحركات الجارية للإطاحة بأويحيى من على رأس الأرندي وهو ما تمت مناقشته أمس مع الأمناء الولائيين للحزب الذين حملوا حسب مصادر مقربة لأمينهم العام بيانات مساندة ودعم لمواجهة الحصار المفروض على أحمد أويحيى الذي يرى متابعون أن أيامه باتت معدودة في التجمع الوطني الديمقراطي. ولم تتسرب أي معطيات حول القرارات التي اتخذها أويحيى في اجتماعه الذي استمر أزيد من 6 ساعات، غير أن مصادر مطلعة ذكرت أن الاجتماع جاء مستعجلا ولم يكن مبرمجا، وجاء لبحث تفاصيل ومستجدات الساحة ووضعية الحزب بعد الإشاعات التي تحدثت عن استقالة الوزيرالأول السابق أحمد أويحيى من قيادة الحزب، وكذا تصريحات شيهاب صديق. وتلقى أويحيى حسب المصدر تقارير عن وضعية مناضليه في مختلف الولايات لجس نبض تحركات الإطاحة به، ويحاول الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أن يرمي بكل ثقله لتحصين موقعه على رأس الحزب بعد الشرخ الذي حدث مع أقوى رجالاته المقربين شيهاب صديق، زيادة على الحملة القوية التي يواجهها لسحب الثقة منه، والعمل على عقد دورة استثنائية لانتخاب قيادة جديدة لاسيما أن مخطط الإطاحة به لا يمكن أن يتم إلا عبر الهياكل القانونية للحزب والنظام الداخلي للحزب والذي يعتبر أويحيى أمينا عاما شرعيا للحزب إلى غاية المؤتمر القادم، وبالتالي فإن مسألة دفعه للاستقالة لن تمر بسهولة. ويرى مراقبون أن الانشقاقات التي هزت الأرندي تهيئ لمرحلة جديدة في الحزب يكون فيها أويحيى خارج أطره، حيث تجري تحركات قوية مدعومة من أجل الإطاحة به وهو ما انعكس في موقف شيهاب الغريب والمثير للشك بشأن أمينه العام لاسيما أنه كان من المقربين منه. ومن المؤكد أن السيناريو غير المسبوق الذي يعيشه الأرندي قد يتقاسمه مع حليفه الأفلان في الأيام القادمة في إطار ترتيب مرحلة سياسية جديدة لأحزاب السلطة.