قضت عائلة ''عباسي سيد علي'' المتكونة من ثمانية أفراد عدة أسابيع في العراء تحت جسر بأولاد يعيش قرب حي''1000 مسكن ''بولاية البليدة بعد أن حرمتها لجنة السكنات من الاستفادة من سكن إجماعي، وهو ما فسره العديد من المواطنين بعدم نزاهة تلك اللجنة التي اتهمت بوضع عدة أسماء لأشخاص لا تتوفر فيهم شروط الاستفادة. كما أن الاحتجاجات والطعون المقدمة من طرف المواطنين ضد مجموعة من المستفيدين خير دليل على عدم نزاهة التوزيع، فقد ضمت القائمة أسماء لإطارات في الدولة وعائلات ثرية وكذا العديد من النساء المطلقات والأرامل المشبوهات.وحسب عباسي سيد علي، رب هذه العائلة المنكوبة، فإن معاناته بدأت منذ أكثر من 27 سنة خلت عندما تزوج في بيت العائلة الكبيرة، ولضيق المسكن الذي يتكون من غرفة واحدة، ولكثرة الأفراد الذي يقطنون فيه من إخوة وأخوات، اضطر رب العائلة إلى الخروج هو وعائلته والتنقل من مكان إلى مكان حسب مدة الإيجار التي كان يدفعها في ظل نقص الإمكانيات وضعف راتبه الذي لا يتجاوز 15 ألف دينار جزائري شهريا، هذه الحالة المزرية انعكست سلبا على صحة عائلته التي أصيبت بالعديد من الأمراض المزمنة كالربو والحساسية، فابنته نسرين صاحبة 10 سنوات تعاني حساسية مزمنة بسبب البيوت التي كان يستأجرونها والتي تفتقد الظروف الصحية الملائمة التي تنعدم بها التهوية مع الرطوبة العالية. هذه الظروف مجتمعة اضطرتها إلى مغادرة مقاعد الدراسة وهي على مشارف الحصول على الشهادة الابتدائيةو كما أن أخاها الأصغر البالغ من العمر 4 سنوات يعاني من مرض الربو الحاد. وأضاف المتحدث بخصوص ابنيه زكريا 19سنة ويونس 18 سنة، أنهما لا يملكان بطاقة الهوية بسبب عدم وجود مكان قار للإقامة، إذ طرق رب العائلة كل الأبواب عله يجد من يمد له يد المساعدة، إلا أنه لا حياة لمن تنادي. ففي المرة الأخيرة التي اتصل فيها برئيس دائرة البليدة وبعد أن شرح له وضعيته وحالته المزرية التي تفاقمت بعد أكثر من 27 سنة من المعاناة وعده بإدراج اسمه في القائمة، لكنه تفاجأ بعدم ورود اسمه ضمن المستفيدين في القائمة التي أعلن عنها في الأسبوع المنصرم جعله يلجأ إلى رئيس دائرة البليدة عله يجد تفسيرا لعدم وفاء هذا الأخير بوعده له، إلا أن رئيس الدائرة قال إنه لا يستطيع أن يفعل له شيئا ونصحه بالانتظار إلى السنة القادمة ربما سيدرج اسمه ضمن المستفيدين إن كان له الحق في ذلك، مما دفعه إلى محاولة الانتحار هو وأولاده السبعة بالجلوس وسط الطريق السريع عند مدخل ولاية البليدة، إلا أن المواطنين حالوا دون أن ينفذ هذا المواطن تهديده ويبقى الشارع الملجأ الوحيد لهذه العائلة بعد أن ضاقت بها كل سبل العيش أمام صمت المسؤولين الذين لم يحركوا ساكنا لصالح هذه العائلة.