أصبحت الجزائر تتصدر قائمة الشركاء التجاريين الأفارقة لموريتانيا، حسب ما أفادت به الأرقام الرسمية التي أصدرها المكتب الوطني الموريتاني للإحصاء، الخاص بالربع الثاني من سنة الجارية (2019). وقد أبرزت الإحصائيات ذاتها، أن الجزائر تقدمت على باقي شركاء موريتانيا التجاريين في إفريقيا خلال الربع الثاني من السنة الجارية، بتحقيقها أكبر نسبة (28 بالمائة) من واردات موريتانيا، يليها المغرب (23.9 بالمائة)، ثم طوغو (14.6 بالمائة) ومالي (9.5 بالمائة). وقد بلغت واردات موريتانيا من الدول الإفريقية، خلال الفترة نفسها، 4.5 مليار أوقية جديدة بواقع 10.8 بالمائة من مجمل واردات البلاد من الخارج مقابل 8.1 بالمائة في الربع الأول من العام الجاري. للتذكير، فإن الجزائر كانت قد كثّفت جهودها خلال الفترة الماضية للحصول على حصة من السوق الموريتانية، وذلك بدءا من تدشين معبر بري بين البلدين، ووصولا إلى تنظيم عدة قوافل تصدير، وذلك لأهمية السوق الموريتانية وكونها معبرا للتصدير نحو بقية القارة الإفريقية. بالتوازي مع ارتفاع صادرات الجزائر نحو موريتانيا، حققت وكالة الخطوط الجوية الجزائرية في موريتانيا منذ سنتين، نتائج كبيرة تمثلت في وصول نسبة امتلاء رحلاتها الأسبوعية الثلاث نحو نواكشوط إلى 75 بالمائة كمعدل شهري. وانعكس ذلك على المداخيل المالية لمكتبها في العاصمة الموريتانية، التي أصبحت الأعلى مقارنة ببقية مكاتب الخطوط الجوية الجزائرية في القارة الإفريقية، إذ بلغت تحويلاتها السنوية حوالي 800 مليون دينار جزائري منذ 2017. وتعمل الخطوط الجوية على تدعيم وجودها في موريتانيا وزيادة تنافسيتها، بفضل عملية إشهار لاستقطاب المسافرين المتوجهين نحو فرنسا وأوروبا عبر مطار الجزائر الدولي من خلال خط "نواكشوطالجزائر"، وربطها من ثمة ببقية الوجهات الفرنسية والأوروبية.