البلاد -ليلى.ك - يلتحق اليوم أكثر من 4 ملايين تلميذ في المتوسط والثانوي بمقاعد الدراسة، بعد 7 أشهر من الانقطاع وسط تخوف أسرة قطاع التربية من أولياء وتلاميذ ونقابات، من المنحى التصاعدي لعدد الإصابات بفيروس كوفيد 19 وفي ظل غياب الإمكانيات الضرورية لمواجهة الوباء من كاشف حراري، ومعقم كحولي، وكمامات، ومواد التنظيف وغيرها من الوسائل، ما يجعل الدخول الذي يعتبر الأسوأ من نوعه في تاريخ القطاع حسب الشركاء الاجتماعيين، محفوف بالمخاطر بسبب صعوبة ضمان التباعد بين المتمدرسين خلال عودتهم إلى مقاعد الدراسة خاصة بعد تأكد إصابة العديد من الأساتذة والمدراء بفيروس كورونا، وأخبار عن إغلاق عدد من المؤسسات التربوية بسبب الوباء، علما أن الظروف الحالية حسب التربويين ستعمل على إرهاق الأساتذة والطاقم الإداري وستكثر العطل المرضية. تواجه وزارة التربية، بداية من اليوم، أصعب دخول مدرسي بسبب الظروف الاستثنائية التي تميز هذا الموسم وهذه الفترة بالذات التي تعرف ارتفاعا في عدد الاصابات بفيروس كورونا. وأجمعت أسرة قطاع التربية على أن هذا الدخول يعد أسوأ دخول مدرسي في عهد الجزائر المستقلة تتحمل مسؤوليته الوزارة الوصية التي لم تشاور الشركاء الاجتماعيين من أجل دخول مدرسي هادئ وآمن. ويتميز هذا الدخول بعودة مشكل الاكتظاظ الذي يميز كل موسم دراسي حيث سيعرف الطوران الثاني والثالث اكتظاظا بالجملة بسبب قرار إلغاء "السانكيام" وتخفيض معدل الانتقال الى 9 من 20، وسيكون بالتالي من الصعب جدا إلزام تلاميذ المتوسط والثانوي المراهقين بإجراءات البروتوكول الوقائي، خاصة ما تعلق بالتباعد الاجتماعي يضاف اليه غياب الإمكانيات الضرورية لمواجهة الوباء من كاشف حراري، ومعقم كحولي، وكمامات، ومواد تنظيف وغيرها من الوسائل. وفي ظل كل المشاكل التي ستعكر صفو الدخول، عاد منحى عدد الاصابات بكورونا الى الارتفاع من جديد، ما أثار موجة هلع وخوف في اوساط التلاميذ وأوليائهم وموظفي التربية، خاصة بعد تأكد تسجيل إصابات في أوساط المدراء والأساتذة في الطور الابتدائي، ورواج اخبار مفادها إغلاق العديد من المدارس، كذبتها وزارة التربية من بعد. وهي ظروف استثنائية دفعت أطرافا عديدة من جمعيات أولياء التلاميذ وكذا النقابات بتأجيل الدخول، او تعليقه بعد اتمام كل العمليات الادارية، من تسجيل التلاميذ، وبيع الكتب المدرسية خاصة بعد قرار وزارة التعليم العالي تأجيل الدخول الجامعي إلى جانفي، حيث تم إعداد مخطط تربوي بديل، يرتكز اساسا على التعليم عن بعد، ويعتمد على ثلاث دعائم هي: قنوات اليوتوب والتطبيقات وقناة المعرفة. وبالرغم من إلحاح مختلف أطراف الاسرة التربوية بضرورة تأجيل الدخول الى جانفي المقبل إلا أن الوزير واجعوت أكد خلال العديد من المناسبات على ضرورة عودة الدراسة والالتزام برزنامة الدخول المدرسي، وحتمية التعايش مع كورونا، والتكيف مع الوضعية الصحية والالتزام بتطبيق البروتوكول الصحي. وأشار الى أنه من الضروري، استئناف الدراسة حضوريا بالقدر الممكن والحجم الزمني المتاح، مذكرا بالبروتوكول الوقائي الصحي للدخول المدرسي 20202021، حيث حذر من اي تقاعس في تنفيذ كلما جاء فيه، من إجراءات وقائية في مختلف المحطات، من حيث العمل على تطهير كل مرافق المؤسسة التعليمية وتهيئة فضاءاتها بما يضمن التباعد الجسدي وحركة التلاميذ في اتجاه يجنب الاحتكاك بين التلاميذ مع تهيئة قاعات الدراسة وتنظيم الطاولات، وتوفير كل المستلزمات، من أقنعة واقية ومطهر كحولي وصابون سائل ومقياس الحرارة، في سياق دقة توزيع المهام على مختلف العناصر المتدخلة في تطبيق البروتوكول الصحي، وتفعيل دور خلية اليقظة. كما أعلنت وزارة التربية الوطنية عشية الدخول المدرسي بالنسبة للطورين المتوسط والثانوى عن المخطط الاستثنائي لاستئناف الدراسة والذي قسمته لفترة صباحية من 6 حصص ومسائية من خمسة حصص مع استغلال أمسية الثلاثاء، على أن تتم العملية بالتناوب بين فوجي كل قسم. ويشير المخطط الاستثنائي لاستئناف الدراسة بالنسبة للطور الثانوي العام والتكنولوجي إلى توزيع تلاميذ القسم الواحد إلى فوجين وتنظيم تناوب الدراسة بينهما بين الفترتين الصباحية والمسائية، بحيث يكون التوقيت اليومي بالنسبة للفترة الصباحية من الساعة 08.00 إلى الساعة 12.40 تتضمن 6 حصص لمدة 4 ساعات و30 د، أما الفترة المسائية فمن الساعة 13.30 زوالا إلى 17.25 مساء تنظم في 5 حصص لمدة 3 ساعات و45د. وشددت الوزارة الوصية على ضرورة احترام التدابير التي نص عليها المخطط الاستثنائي والمتعلقة بتقسيم الأفواج التربوية إلى أفواج فرعية يتراوح عدد تلاميذ كل فوج بين 20 و24 تلميذا مستثنيا من التقسيم الفوج التربوي الذي يكون عدد التلاميذ فيه يساوي أو يقل من 24 تلميذا، كما تم تخفيض مدة الحصة التعليمية إلى 45 دقيقة مع استغلال أمسية الثلاثاء للدراسة. وفيما يتعلق بالمخطط المتعلق بالطور المتوسط تم تسقيف عدد تلاميذ الفوج الواحد ب 20 تلميذا، مع إمكانية إعفاء الأفواج التربوية التي تتناوب على الدراسة في قاعات كبيرة مثل المدرج أو المكتبة من التقسيم شريطة ضمان احترام معايير التباعد الجسدي لتفادى تفشي عدوى كورونا. وتقدر مدة الحصة التعليمية ب45 دقيقة ويقسم اليوم إلى فترتين فترة صباحية من 6 حصص بحجم زمني يساوي 4 ساعات ونصف، وفترة مسائية من 5 حصص بحجم زمني يساوي 3 ساعات و45 دقيقة مع استغلال 5 أيام من الأسبوع في الدراسة أي من الأحد إلى الخميس. ومقابل ذلك حذرت نقابات التربية من الدخول المدرسي في ظل الأوضاع الراهنة وأكدت على لسان بوعلام عمورة المنسق الوطني للساتاف أن القطاع يشهد اليوم اسوأ دخول مدرسي في عهد الجزائر المستقلة.