حذر عدد من خبراء الطب الوقائي والفيروسات في الجزائر، من الاستهتار الذي قد يعيد انتشار عدوى فيروس كورونا بشكل أوسع، بعد تراجع حالات الإصابة بالفيروس التاجي، على الصعيد الوطني خلال الأسبوعين الماضيين، ليستقر عند 0.9 مقابل 1.22 عند الفترة ذاتها من الشهر الماضي. وشددت البروفيسور موفق نجاة، رئيسة مصلحة كوفيد 19 بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب بوهران، على ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية الفردية اليوم أكثر من أي وقت مضى". وقالت البروفيسور" إن الخط البياني للإصابات المسجلة في الجزائر ينخفض بشكل لافت "، وأوضحت أن الوضعية الوبائية مستقرة من خلال تسجيل بين 5و8 حالات يوميا في بعض الولايات على غرار وهران، البليدة وجيجل التي عرفت تصاعدا في عدد الإصابات والوفيات في الأسابيع القليلة الماضية، التي كانت أشد شراسة بتدوين 120 إلى 140 إصابة يوميا، لافتة إلى أن الوضع يدعو إلى التفاؤل غير أن ثمة مخاوف كثيرة باتت تقلق الأطر الطبية والتمريضية بعد الدخول الجامعي والتكوين المهني، مبدية مخاوفها من ظهور بؤر جديدة، مشيرة إلى أن أي تقصير في تطبيق القواعد الصحية المتفق عليها ساهم بالنصيب الأوفر في مضاعفات خطيرة للفيروس القاتل. وأشارت موفق إلى التحديات التي تفرضها الجائحة على الجزائر والأضرار التي ألحقتها بالقطاع الصحي، قائلة إن الكوادر الطبية والتمريضية والفنية تبذل "أقصى إمكانياتها لمواجهة فيروس كورونا . واعتبرت البروفيسور أن التدابير الاحترازية من قبيل ارتداء الكمامة بأحسن طريقة وغسل اليدين باستمرار واحترام التباعد الجسدي وتجنب الاكتظاظ في مواقع الازدحام لاسيما مراكز التكوين المهني والجامعات ، سبيلا وحيدا للوقاية من الفيروس لحد الآن قبل وصول اللقاح الواعد إلى الجزائر. على هذا النحو، قال الدكتور قاسم بن مغوفل المختص في الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك، إن المنحنى الوبائي الأسبوعي الوطني سجل إلى غاية الآن تراجعا بارزا بفعل التدابير الصارمة التي أقرتها الدولة لقطع عدوى تفشي الفيروس، مشددا على عدم الاستهزاء والتراخي في التقيد بالبروتوكول الصحي في الإدارات والجامعات مع حتمية فرض التباعد والالتزام بالتدابير الصحية للوقاية من وباء كورونا خاصة لمنع تجدد ارتفاع عدد الإصابات والوفيات . وحرص ذات المتحدث، على طمأنة الجزائريين بأن هذه السلالة الجديدة من فيروس كورونا "غير موجودة بالمرة في الجزائر، مؤكدا أن الطفرة الجديدة التي ظهرت مؤخرا ، في جنوببريطانيا وبدأت تتوسع في أوروبا، لا يعني أنها أكثر شراسة وإماتة ولا تأثير لها على الحالة الكلينكيكة للأشخاص، حيث لا يوجد إلى غاية اليوم، أي بحث يثبت أن هناك تأثيرا على الفتك وتابع أن "ليس لها تأثير كذلك على اللقاحات التي طورت لحد الآن ولا على اللقاح الذي ينتظره الجزائريون . كما دعا المتحدث، الشعب الجزائري إلى الاستفادة من اللقاح بنسبة 70 في المائة "حتى تكون هناك مناعة جماعية ستقضي على الفيروس بصفة نهائية وتجعلنا نعود إلى حياتنا العادية".