البلاد.نت دعا العديد من المختصين في الطب الوقائي والمستخدمين في مصالح علاج الفيروس التاجي كورونا ,إلى عدم التهاون في اتخاذ تدابير الحيطة والوقاية بمواجهة " الجائحة الوبائية" التي تتفشى في دول أخرى بوتيرة سريعة, رغم التفاؤل الذي يثيره التوصل إلى لقاحات, والتقدم الذي تحرزه الجزائر في انخفاض معدلات الوفيات والإصابات في الأسبوعين الأخيرين واستعرض البروفيسور عليان عبد الوهاب المختص في التخدير والإنعاش, الانخفاض اللافت لشراسة الجائحة بمعدل 50 بالمائة, أي تراجع عدد الإصابات والوفيات إلى النصف, مضيفا بلغة الأرقام الرسمية, أن الخارطة الوبائية على مستوى عاصمة الغرب الجزائري , بدأت رحلة التعافي من الفيروس, متوقعا تراجع العدوى مع الأسابيع القليلة القادمة, معتمدا على منهجية الرصد والمتابعة من حيث التوسع في فحوصات الفيروس ومراقبة عزل الحالات, التي بدأت في التراجع من مستوى 120 إلى 30 حالة في غالب الأحيان. وسجل البروفيسور عليان الناشط في مصلحة كوفيد بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب, تباطؤا لافتا في الأيام الأخيرة في معدل الإصابات مما يمثل علامة مشجعة للجزائر, التي تخطط تخفيف إجراءات الغلق التي أضرت حسبه كثيرا بالاقتصاد الوطني. وأكد محدثنا, أن الجزائر قد تكون تخطت ذروة وباء كورونا, محذرا في آن واحد من أن التراخي في تدابير الوقاية قد يسهل ظهور موجة إصابات ثانية , ملتمسا عدم الاستهتار بمعايير السلامة الصحية على غرار التباعد وارتداء الأقنعة الواقية والتقيد بمسافة الأمان التي تفرضها السلطات الصحية في البلاد لقطع العدوى من دابرها, مبرزا أن هذا الانخفاض الذي تسجله مختلف المراكز الاستشفائية في ربوع الوطن بعد ذروة قاسية, لم تأت وليد صدفة, بل نتاج مسيرة صعبة, تسبب الفيروس في فتك أرواح أطباء ومستخدمين, مسجلا وفاة 4 أطباء و 9 مستخدمين في وهران فقط منذ ظهور الوباء. على هذا النحو, قال الدكتور بونعجة صلاح الدين مختص في الطب الوقائي ومجند في مصلحة كوفيد بمستشفى بوفاريك, إن الحالة الوبائية تعرف استقرارا بارزا في الأيام الأخيرة, بدليل زوال الأعراض المرضية لنصف الحالات المستقبلة في ظرف 10 أيام من إصابتهم بالفيروس وهو ما اعتبره مؤشرا ايجابيا لبداية رحلة التعافي من الفيروس . وثمن الدكتور بونعجة التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية التي أعلنتها الجهات المعنية لمنع انتشار الوباء مجددا, في ظل حديث دول أوروبا على موجة ثالثة أشد فتكا من الثانية التي عرفتها القارة الأوروبية مؤخرا, داعيا إلى الحفاظ على هذه الثمار الايجابية وعدم السقوط في مغبة التهاون من جديد, الذي قد يكلف الجزائر غاليا. كما كشف مصطفى براهيمي المختص في الأمراض المعدية بمستشفى التيجاني دمرجي بتلمسان, عن انخفاض الإصابات بفيروس كورونا في الأيام القليلة الماضية بخلاف ما كان سائدا في شهر نوفمبر, مؤكدا أن معدل الإصابات بات يتراوح بين 7 إلى 10 حالات يوميا, فيما سجلت مصلحة كوفيد ,ضعف هذه الأرقام في بداية شهر نوفمبر, مبينا أن معظم المصابين المتوافدين على المصلحة من كبار السن الذين يعانون أمراضا مزمنة على غرار الحساسية ,الربو ,الضغط الدموي ومرضى القلب, مشيرا إلى أن هناك زيادة مطردة في نسبة الشفاء في الحالات التي لا تعاني من وجود أمراض مزمنة مصاحبة للإصابة بفيروس كورونا، مقارنة بالحالات التي تعاني من أمراض مزمنة. مبديا تفاؤله بانحسار الجائحة خلال الأيام القادمة, شريطة تقيد الجميع بالبروتوكول الصحي خصوصا في المعاهد والجامعات وخطوط النقل الحضري وشبه الحضري بعد تعليق السلطات تدابير الغلق . ويبدي الكثير من المختصين في الجزائر, تفاؤلا باستمرار الأخبار الايجابية عن انحسار الإصابات ونزولها تحت 300 إصابة، ويتوقع المختصون أن ينحصر انتشار الفيروس فرديا ويقل انتشاره بشكل مجتمعي, ومن ثم يسهل مكافحة العدوى, كما ستؤدي هذه التراجعات إلى توافر أسرَّة العناية المركزة لمرضى آخرين .