البلاد.نت/رياض.خ- تعكس مخاوف السلطات الجزائرية من تمدد السلالات المتحورة لاسيما بعد تسجيل وفيات في عدة ولايات بالسلالة البريطانية التي تنتشر رويدا رويدا، واستأثر الانتشار الجديد للفيروس على اهتمام الطواقم الطبية في البلاد، التي دقت جرس الانذار واوصت أن الأشكال الجديدة للوباء باتت تفتك بالشباب كذلك، بعد وفاة الشاب " عمر ب" البالغ 33 عاما في مستشفى النجمة في وهران يوم الأربعاء الماضي. هذا الارتباك الواضح الذي نقلته النسخة المتحورة لفيروس كورونا، دفع بالأطر الصحية في الجزائر، إلى اطلاق نداءات بتشديد الرقابة على الأسواق، التي يراها بعض الأطباء مصدرا حقيقيا لنقل العدوى، بدليل أن سوق العلمة بولاية سطيف، كانت نموذجا حيا لنقل العدوى. وقالت الأخصائية في الأمراض المعدية والأوبئة بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب، عائشة حنيفي، في اتصال مع "البلاد نت"، ان الأمر صار يتطلب تشديدا حازما على مستوى الأسواق، داعيا تجار الجملة لمختلف المواد الاستهلاكية، إلى توخي الحيطة عند تنقلهم إلى أسواق العلمة في شرق البلاد، التي سجلت على مستواها حالات عدوى للسلالات المتحورة المعروفة بالنسخة النيجيرية، التي تتمتع بمعدل انتشار أعلى من السلالة السابقة، مشددة على أنه يمكن لشخص واحد أن ينقل المرض في وقت واحد، إلى أربعة أو خمسة أفراد من العائلة، لافتة إلى أن السلالة المتحورة تدخل صاحبها مباشرة إلى العناية المركزة وتنهي حياته مباشرة، وبلغة الأرقام، أكدت حنيفي، أن وهران فقط سجلت رقما مرعبا في مدة خمسة أيام بتأكد اصابة 26 شخصا بالسلالتين المتحورتين البريطانية و النيجيرية ووفاة شخصين أحدهم شاب يبلغ 33 عاما بالنسخة النيجيرية، موردة أن أعمار المصابين بالنسخ المتحورة تتراوح بين 23 إلى 72 سنة. وذكرت الأخصائية حنيفي، أن السلالة النيجرية لها سرعة كبيرة في التنقل للجهاز التنفسي وليس لها أعراض ثابتة تحدد أصابة أي شخص بها، مشيرة إلى أن التجار مطالبين باتخاذ كافة الإجراءات الصحية خلال توجههم إلى "العلمة" للتبضع، مضيفة أن التجار الذين استهتروا بتدابير البروتوكول الصحي الذي أقرته الدولة، كانوا سببا مباشرا في نقل العدوى إلى ولاياتاهم على غرار ما يسود ولايات تلمسان، وهران، سطيف، باتنة، البليدة، الجزائر العاصمة، الأغواط، غرداية ومستغانم. ودعت المتحدثة، التجار الذين يقصدون الأسواق الكبيرة، بالزامية ارتداء الكمامات واحترام تدابير السلامة الصحية، لأن عودتهم إلى مناطقهم، تشكل خطرا آخر بإمكانه أن يفتح باب المخاوف على الساكنة و يزيد من ثقل الأطقم الطبية التي ما فتئت تتجاوز الحصيلة الثقيلة للمصابين، وقالت محدثتنا، ان المعلومات التي وردت إلى المختصين في مكافحة فيروس كورونا هو أن التجار المتنقلين إلى أسواق العلمة يجتمعون دوريا في المقاهي بعد الإفطار إلى جانب تجار المنطقة دون الالتزام بالوقاية و ما يجعل الأطباء قلقين من الظاهرة. ولم تخف المتحدثة تأكيدها، بأن الوضع الوبائي بلغ قدرا من الخطورة بسبب عودة التشبع ليحاصر أقسام الانعاش لاسيما في وهران، باتنةوتلمسان وبعض الولايات الأخرى، مضيفة، "ما يمكننا قوله ان السلالة النيجيرية هي أخطر ما يهددنا حاليا تنتشر بكثرة ولا تستجيب بقوة مع اللقاحات"، مختتمة قولها، ان الوضع بات يستلزم تشديدا صارما على مواقع "الزحمة" لتفادي موجة ثالثة فتاكة.