الاجتماع الوزاري للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية 16 ماي 2021 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السيد الرئيس، السيد الأمين العام، أصحاب السمو والمعالي والسعادة،
أود بداية أن أشكركم على تنظيم هذا الاجتماع الطارئ الذي نأمل أن يسمح بحشد موارد وطاقات المنظمة وتوجيهها لخدمة القضية الفلسطينية. نجتمع اليوم، غداة ذكرى النكبة، في خضم تواصل الاعتداءات الإجرامية الممنهجة التي يتعرض لها أشقاءنا الفلسطينيون في القدس الشريف المحتل وفي الضفة الغربية وسائر الأراضي المحتلة مع تكثيف القصف الهمجي على قطاع غزة المحاصر، مخلفا عددا كبيرا من الشهداء والجرحى، منهم الأطفال والنساء، فضلا عن التدمير الهائل للبنية التحتية. إن هذه الاعتداءات السافرة التي تنتهك بصفة علنية كافة القوانين والأعراف الدولية ومواثيق حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، تضع مجددا مصداقية النظام الدولي المتعدد الأطراف على المحك. كيف لا والحصانة الممنوحة للاحتلال، تنذر بتماديه في ارتكاب أبشع الجرائم ومواصلة سياساته العنصرية بما يقوض آفاق حل عادل وشامل، ناهيك عن تأزيم الأوضاع في المنطقة برمتها مثلما تؤكده الأحداث الراهنة. تجدد الجزائر من هذا المنبر إدانتها القوية والصريحة للأعمال الهمجية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني. كما تؤكد مرة أخرى موقفها المبدئي و الثابت المتمثل في دعم القضية الفلسطينية العادلة، ووقوفها مع الأشقاء الفلسطينيين في هذه الظروف العصيبة. كما ندعو المجتمع الدولي وبالخصوص مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته التاريخية والقانونية والأخلاقية في حماية الشعب الفلسطيني والعمل الفوري لوضع حد لآلة القتل والدمار ومواجهة الاعتداءات الوحشية على حياة وممتلكات هذا الشعب الشقيق وضمان احترام قواعد القانون الدولي. السيد الرئيس، نؤكد مرة أخرى أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال قضيتنا المركزية. وبينما نصب اهتمامنا على أولويات المرحلة الحالية من ضرورة وقف العدوان الوحشي والتكفل السريع بالأزمة الإنسانية الكارثية التي خلفها، يجدر بنا أن لا ننسى أو نتناسى الأسباب الجذرية للصراع. إن احتلال الأراضي الفلسطينية ومحاولات تكريس منطق القوة وسياسة الأمر الواقع على حساب الشعب الفلسطيني، هي الأسباب الرئيسية وراء معاناة الشعب الفلسطيني لأكثر من سبعة عقود. ولذلك، فقناعتنا راسخة بأنه لا يمكن تحقيق السلام دون اتخاذ المجتمع الدولي، ولاسيما مجلس الأمن، موقفا حازما وشجاعا لإعادة بعث مسار التسوية السياسية بما يمكن من إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والسماح للشعب الفلسطيني بممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. أشكركم على كرم الإصغاء. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته