استلمت الجزائر، اليوم ، 500 ألف جرعة من اللقاح الصيني سينوفاك، في سياق برنامج ضخم لوصول 5 ملايين جرعة أخرى مع نهاية شهر جويلية المقبل. وفي الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة تفشي السلالات المتحورة من كورونا في مناطق كثيرة بالولايات، تستعد مراكز الصحة لتكثيف حملات التطعيم لمواجهة الوباء مع توالي وصول شحنات اللقاح وسط تحذيرات الخبراء من الاخلال بإجراءات السلامة مع اقتراب موسم الاصطياف. وأكدت المديرة العامة للصيدلة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، وهيبة حجوج، اليوم ، أن الجزائر استلمت حصة جديدة ب 500,000 جرعة من اللقاح الصيني سينوفاك، معلنة عن قدوم حوالي 5 ملايين جرعة أخرى خلال شهر جويلية المقبل. وأوضحت المسؤولة نفسها خلال مراسم الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين أن "الجزائر تسلمت 500,000 جرعة من لقاح سينوفاك في انتظار كمية أخرى تحتوي على ثلاثة أنواع من اللقاحات (الصيني والروسي وأسترازينيكا)". 5 ملايين جرعة وأشارت السيدة حجوج إلى أن الجزائر ستستسلم اللقاحات أكثر فأكثر خلال الأشهر المقبلة، قائلة "سنستلم مع نهاية شهر جويلية 5. 5 ملايين جرعة، علاوة على حصة مهمة أخرى سيتم استقبالها خلال أشهر جويلية وأوت وسبتمبر، ليتواصل التموين بذلك بشكل منتظم إلى غاية بلوغ الهدف المنشود مع نهاية السنة الجارية". وبخصوص الآلية الأممية كوفاكس، أبرزت أنه برنامج يتم تخصيص الحصص فيه في بداية كل ثلاثي. وأردفت بالقول "نحن بصدد استقبال حصتي ال364. 800 و758. 400 جرعة من لقاح أسترا زينيكا وهو البرنامج الذي تمت مباشرته في أفريل لتغطية أشهر أبريل وماي وجوان". وكشفت المديرة المركزية أن الجزائر "بانتظار استلام حصة أخرى تقدر ب 758,400 جرعة خلال شهر جويلية، مما يرفع عدد الجرعات المستقبلة في إطار آلية كوفاكس إلى أزيد من 1,880,000 جرعة" وهي الحصة المخصصة للجزائر لأشهر أفريل وماي وجويلية. تسريع وتيرة التلقيح وأكدت المسؤولة بوزارة الصحة أن المراكز الصحية على موعد مع أكبر حملة تلقيح ضد فيروس كورونا ابتداء من الشهر الجاري، خاصة أن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، دعت المواطنين الراغبين في التلقيح ضد كوفيد-19 إلى التوجه نحو هياكل الصحة الجوارية المخصصة لذلك مع إحضار وثيقة الهوية. وأوضحت الوزارة أن "الأولوية تعطى للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما وكذا المصابين بأمراض مزمنة"، مشيرة إلى أن حملة التلقيح تنظم تحت شعار "احصل على التلقيح وقل للآخرين: لقد أخذت اللقاح الخاص بي فماذا عنك أنت؟". ويأتي ذلك في إطار تطبيق تعليمات الحكومة حول تكثيف حملة التلقيح، خاصة أن الوزير الأول عبد العزيز جراد أكد على الحفاظ على الإطار التنظيمي واللوجيستي للتلقيح، مشيرا إلى ضرورة احترام المعايير والأولويات المحددة في مجال التلقيح من قبل اللجنة العلمية لمتابعة تطور جائحة فيروس كورونا والسلطات الصحية". وشدد جراد على ضرورة بذل مجهود إضافي في الولايات التي تشهد ارتفاعا في حالات العدوى بكورونا. تغير أعراض كورونا إلى ذلك، كشف البروفيسور نبيل مصباح، رئيس قسم الإنعاش والعناية المركزة بمستشفى سطيف، أن أعراض كورونا تغيرت. وصرح لإذاعة سطيف "شاب في العناية المركزة بالتنفس الاصطناعي جاءنا يشكو من القيء والإسهال والجهاز الهضمي ولا يشكو من مرض". وأضاف "بعد إخضاعه للتحاليل، ثبتت إصابته بالكوفيد وممكن جدا أن يكون الفيروس المتحور". وتابع "لا نريد ولا نسعى للتهويل، لكن وجب التحذير خاصة في هذه الأيام مع تكاثر الزيارات والأسواق والتجمعات بعد خروج التلاميذ في عطلة وقريبا الاعلان عن موسم الاصطياف". وأفاد أن وصولنا للموجة الثالثة للوباء وارد جدا، خاصة ونحن متأخرون زمنيا بأسابيع عن العالم ابدميولوجيا. موسم الاصطياف قال عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد فيروس كورونا، البروفيسور رياض مهياوي، إن جميع اللجان المختصة أعلنت عن جاهزيتها لإنجاح عملية إعادة فتح المجال الجوي التي انطلقت مطلع الشهر الجاري وستتواصل بكثافة خلال موسم الاصطياف. وأوضح مهياوي في تصريح لإذاعة سطيف أن لجان مختصة من الداخلية، الصحة، النقل والسياحة تلتقي يوميا لإنجاح عملية فتح المجال الجوي. وتوقع مهياوي إعادة مراجعة الإجراءات التي وضعت لاستقبال المسافرين، إذا سارت الأمور بشكل جيد، مؤكدا أنه قد تكون هناك عملية تكييف للبروتوكول الصحي خدمة للجالية الجزائرية في الخارج. وأضاف أنه "يتفهم ويقدر ويشعر بوضعية الجالية الجزائرية"، مطالبا منهم المزيد من الصبر والتعاون وبأن "هذا البروتوكول ضروري ويجب تطبيقه من أجل حمايتهم وحماية ذويهم". السلالات المتحورة من جهة ثانية، كشف مهياوي عن تسجيل إصابة 636 شخص بالسلالة الجديدة، مؤكدا أن الأمر مخيف، خاصة أن عدد الإصابات يتزايد بشكل متسارع. أما بخصوص الامتحانات الرسمية، فأوضح أنه تم تحضير بروتوكول صحي خاص بالتنسيق مع وزارة التربية، لإجراء الامتحانات في ظروف جيدة صحية آمنة. ويحذر خبراء الصحة في الجزائر، من خطورة الوضع الوبائي بسبب السلالات المتحورة من فيروس كورونا، مؤكدين أن المؤشرات الوبائية الأخيرة تدعو إلى القلق. وقال مدير معهد "باستور"، عضو لجنة متابعة تفشي كورونا، فوزي درار، للتلفزيون الجزائري، إن كل الاحتمالات واردة في ما يتعلق بموجة ثالثة من الفيروس، مضيفا سجلنا "تخلي المواطنين عن الإجراءات الاحترازية خلال الأسابيع الأخيرة وتصاعد أعداد الإصابات بالتزامن مع انتشار السلالات المتحورة". وقال رئيس مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية بالبليدة، عبد الرزاق بوعمرة، إن "أعداد الإصابات وإن كانت ضعيفة في الوقت الراهن، لكنها تتصاعد تدريجيا"، مشددا على "ضرورة التحلي باليقظة باعتبار أن الفيروس لا يزال منتشرًا وتراخي المجتمع يثير القلق". تحذيرات من السباحة وقال البروفسور سليم نافطي، رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض الصدرية والسل، إن شهر ماي لسنة 2021، جاء مختلفا تماما عن السنوات الماضية، حيث شهد تقلبات في الطقس من حين إلى آخر وجمع بين انخفاض وارتفاع لدرجات الحرارة والرطوبة والعواصف الرملية والأمطار وهذا ما تسبب في تلوث الجو وتعرض الكثير من الجزائريين لالتهابات في الجهاز التنفسي وأعراض شبيهة بالأنفلونزا الموسمية. لكن ليست هي الأنفلونزا فعلا، لأنها انتهت شهر مارس الماضي. وأكد نافطي أن الالتزام بالإجراءات الوقائية لفيروس كورونا وارتداء الكمامة والحذر، يبقى مطلوبا، لاسيما أن هذه التقلبات الجوية تساهم في إضعاف الجهاز المناعي لدى البعض.