دعا القيادي البارز في حركة فتح الأسير مروان البرغوثي إلى إغلاق دائرة المفاوضات مع إسرائيل، معتبراً أنه تم إعطاء كل الفرص للحكومات الإسرائيلية دون جدوى. كما طالب البرغوثي بإنهاء الانقسام الفلسطيني وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعكس نتائج الانتخابات وتعتمد وثيقة الوفاق الوطني كبرنامج سياسي. وقال البرغوثي امس في مقابلة مع جريدة القدس الفلسطينية "لقد أعطى العرب والفلسطينيون كل الفرص للحكومات الإسرائيلية ولكن لم يحصدوا أي شيء من وراء ذلك، وقد حان الوقت للعرب أن يمارسوا أعلى درجات الضغط السياسي والاقتصادي والإقليمي والدولي على إسرائيل. وشدد على أنه حان الوقت لاشتراط فلسطيني وعربي ودولي لانتزاع موافقة إسرائيلية صريحة وواضحة بإنهاء الاحتلال عام 1967 والانسحاب الكامل منها قبل بداية أي مفاوضات. واعتبر البرغوثي أن المفاوضات يجب أن تتعلق بالاتفاق على ترتيبات وجدول زمني للانسحاب الإسرائيلي لا تتجاوز ستة أشهر، ويجب مطالبة الحكومة الإسرائيلية بالاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف وحق اللاجئين في العودة طبقاً للقرار (194) والإفراج الشامل عن الأسرى والمعتقلين. واضاف: "ليس من المعقول مواصلة المفاوضات على نفس السياسة السابقة وفي ظل مواصلة الاستيطان والحصار والعدوان، ويجب اشتراط الوقف الفوري والشامل لمصادرة الأراضي ووقف الاستيطان ووقف الحصار ووقف الاعتقالات وإزالة الحواجز وفتح المعابر والإفراج عن آلاف الأسرى. وفيما بدا انتقادا لأداء السلطة الفلسطينية ومسارها التفاوضي أضاف البرغوثي أقول بصراحة إن الشعب الفلسطيني لن يسمح لأحد بالتفاوض باسمه قبل تنفيذ إسرائيل لهذه الالتزامات، وأنا اقترح إغلاق دائرة المفاوضات ل(م.ت.ف). وفي الملف الداخلي الفلسطيني، أكد البرغوثي على ضرورة إنهاء حالة الانقسام السياسي والجغرافي على الساحة الفلسطينية، معتبراً أن إخفاق الفصائل الفلسطينية في اتفاق شامل حتى الآن غير مفهوم ويدعو للحزن والغضب. وفيما بدا اقترابا كبيرا مما تطالب به حركة حماس، رأى القيادي في فتح أن الحل الأمثل لإنهاء حالة الانقسام هو إعادة تشكيل حكومة وحدة وطنية تعكس نتائج الانتخابات التشريعية في توزيع المقاعد وتكون وثيقة الوفاق الوطني برنامجها، وتقوم الحكومة بمهمة إعادة الإعمار لقطاع غزة وتوحيد الأجهزة المدنية والأمنية في الضفة والقطاع وتحضر للانتخابات التشريعية والرئاسية قبل 25/1/2010• ورفضت حركة فتح في حوارات القاهرة تشكيل حكومة على أساس نتائج الانتخابات التي فازت بها حركة حماس على أساس أن حكومة من هذا النوع أدت إلى فرض الحصار على الشعب الفلسطيني وتطالب بحكومة توافقية مهنية تلتزم بالاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية. وشدد البرغوثي على أن استمرار الانقسام سيقود إلى مزيد من التعثر للمشروع الوطني ولمزيد من المعاناة للشعب الفلسطيني في الضفة وغزة ولن تكون هناك دولة فلسطينية كاملة السيادة إلا في حال إنهاء الانقسام.