حذّرت قيادات عربية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1984 من خطورة تصريحات رئيس وزراء الاحتلال المتطرف بنيامين نتنياهو بأن على الفلسطينيين الاعتراف بالكيان الصهيوني كدولة يهودية قبل استئناف المفاوضات، وقالت بأنها ''تعكس عَزْمَه على ترحيل فلسطينيي 48 من بلادهم''. واعتبرت هذه القيادات أنّ القبول بهذا الطرح من قبل السلطة الفلسطينية بزعامة محمود عباس المنتهية ولايته أو الدول العربية ''المعتدلة'' يُعَدّ ''خيانة كبرى'' للقضية الفلسطينية، ووصفته بأنه ''صفعة'' للمفاوض الفلسطيني. وقال عباس زكور (النائب السابق بالكنيست) والعضو القيادي بحزب الوسط العربي: إنّ ''الإصرار الإسرائيلي على يهودية الدولة يعني بشكل فاضح ترحيل العرب من فلسطينالمحتلة عام 1984، وتُعَدّ انتهاكاً لكل القوانين الدولية''. وأضاف قائلاً: ''القبول بهذا الطرح من قبل السلطة الفلسطينية أو العرب هو خيانة كبرى لفلسطينيي 48 وللقدس والأقصى''.وأكّد زكور أنّ ''فلسطينيي 48 متمسكون بحقّهم في أرضهم رافضين الخروج منها حتّى ولو أقيمت دولة فلسطينية بالضفة وغزة''، مضيفاً: ''لن نكون إلاّ في أرضنا ولن نخرج وسنبقى لإقامة دولتنا المحررة هنا''. ومن ناحيته؛ شدّد الشيخ كمال الخطيب (نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين 48) على أن تصريحات نتنياهو تعني ترانسفير (ترحيل) فلسطينيي 88، بجانب أنها ''صفعة'' للمفاوض الفلسطيني.وقال الخطيب: ''إن تصريحات نتنياهو تعني ترانسفير لفلسطينيي 48، لكنّنا لم نستمد شرعيتنا من نتنياهو أو من أيّ حكومة إسرائيلية، فنحن أصحاب الأرض والوطن''. وأضاف قائلاً: ''لا تهجير بعد اليوم.. لا شتات ولا خيام بعد اليوم.. سنبقَى على أرضنا أو ندفن بها شهداء''.وقال الخطيب: ''تصريحات نتنياهو تعتبر صفعة للمفاوض الفلسطيني على مدار مسيرة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي التي استمرت 16 عاماً''.أما النائب العربي السابق بالكنيست عصام مخول، والعضو بالحزب الشيوعي الإسرائيلي، اعتبر أن تصريحات نتنياهو استفزازية وهدفها منع أيّ تقدم سياسي. وقال مخول: ''ما قاله نتنياهو أمر استفزازي، وهدفه منع أيّ تقدم سياسي، والحفاظ على الوضع الحالي القائم من احتلال بالضفة، واستيطان وتهويد للقدس، وإلهاء الرأي العام العالمي بالحديث عن يهودية الدولة بدلاً من الحديث عن الاحتلال. من جهة أخرى أعلن مصدر أمني في جيش الاحتلال الصهيوني أن ما تشهده الضفة المحتلة ومدينة القدس منذ أسابيع وأشهر هو بمثابة مقاومة شعبية. وحسب المصدر فعلى الرغم من عدم وجود قاسم مشترك بين تلك الأحداث ولعدم وجود جهة توجّهها إلاّ أن جيش الاحتلال الصهيوني قلق جداً من تلك الأحداث ويتوقع اتساع رقعتها وحجماً في كل الضفة. وتوقّع المصدر أن تتوسّع تلك الأحداث إلى عمليات كبيره ضدّ جيش الاحتلال والمستوطنين، وبحسب المصدر فان المقاومة الشعبية في القدس والضفة تدل على حالة من الإحباط. وقال المصدر الأمني الصهيوني إن المقاومين في الضفة والقدس بدءوا يرفعون رؤوسهم، ومن الممكن أن تتّسع الأحداث وتزداد وتيرتها حيث أنه سيكون من الصعب على جهاز الشاباك وجيش الاحتلال منع عمليات من تلك الأنواع (دهس، طعن، إلقاء حجارة وزجاجات حارقه).