تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن على الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، تعكس عزمه على ترحيل فلسطينيي 48 من بلادهم''، هذا ما قرأته قيادات من فلسطينالمحتلة (عام 1948). كما اعتبرت هذه القيادات أن القبول بهذا الطرح من قبل السلطة الفلسطينية أو العرب يعد ''خيانة كبرى'' للقضية الفلسطينية، ووصفته بأنه ''صفعة'' للمفاوض الفلسطيني. وثاني شيء تعنيه هذه الدعوة هوالتخلي عن ''حق عودة اللاجئين'' الفلسطينيين إلى أراضيهم. هؤلاء اللاجئون الذين أجبروا على ترك فلسطين مع قيام إسرائيل عام ,1948 وأحفادهم، أي حوالي 4,5 ملايين شخص، تعتبر قضيتهم إحدى قضايا الحل النهائي الأساسية، لكن إسرائيل ترفض عودتهم. ويبدو أن اليهود حينما رأوا صلابة الجبارين وتشبثهم بالأرض، تشبثا لا يضاهيه غير تشبث الفتاة الأصيلة بصيانة العرض، عمدوا إلى سياسة المطالبة بأعلى شيء حتى ينالوا مادونه. كما يبدو أنهم فقهوا حقيقة مؤداها أنهم صادفوا بسيلهم المنداح من مشارق الأرض ومغاربها سيلا أشد. إسرائيل تقرأ التاريخ ، وتدرك أن هؤلاء المرابطين في فلسطين، إنما رابطوا فيها تلبية لنداء عقدي، تماما كما وفدوا هذه الأرض بنداء التوراة، وإذا كانوا قد طالعوا في كتبنا ماكان من شأن الشاعر الذي رأى المراتب العليا في التاريخ الغابر إنما كان قد تسنمها اليهود فدعا الناس إلى التهود قائلا: ''تهودوا فقد تهود الفلك''، فالمعتبر لدينا أن نداء السماء أولى من دعوة الشعراء، لأنه ببساطة '' والشعراء يتبعهم الغاوون..''